بددت الأجواء الأخيرة حول عقبات تحول دون إنجاز الهدنة بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة، كل الكلام والتكهنات عن مقترحات وأفكار ومفاوضات ستوضع على الطاولة في الأسبوع المقبل، تمهيداً للوصول إلى إطار للتهدئة الدائمة على الحدود الجنوبية، بمعنى أن الوصول إلى ترتيبات ميدانية، كان قد وضع الإطار العام لها الموفد الأميركي آموس هوكستين، خلال مباحثاته مع الرئيس نبيه بري، حيث أن التهدئة كانت العنوان والأجوبة عليه وردت تباعاً عبر المواقف الصادرة عن أكثر من مسؤول في “حزب الله” على وجه الخصوص، وضع خلالها الحزب النقاط على حروف “أفكار” هوكستين، وبالتالي قام بترحيلها إلى ما بعد دخول وقف النار في غزة حيّز التنفيذ.
وعلى الرغم من أن رسالة واشنطن الأساسية التي أبرزها الديبلوماسي الأميركي، كانت علنية وليس من خلال مقترحاته، فإن وزيراً سابقاً قرأ فيها، تحولاً في المسار الأميركي تجاه الحرب الدائرة في غزة، وذلك انطلاقاً من مواقف دولية وعربية وليس فقط بشكلٍ منفرد، تجاه الحلول أو حتى الإجراءات الممكنة من أجل وقف النار والحرب أولاً قبل الإنتقال إلى مرحلة متقدمة من ترتيبات الإستقرار.
ومن هنا، يقول الوزير السابق ل”ليبانون ديبايت”، بأن المرحلة الراهنة من المواجهات على جبهة الجنوب، هي محكومة بمدى زمني معين قبل اتضاح الصورة، حيث أن الضغط العسكري سيبقى قائماً بالتزامن مع النقاش الديبلوماسي حول العودة إلى ما كان عليه الوضع قبل 8 تشرين الأول الماضي.
ومن هنا، فإن الوزير السابق لم يجد في مقترحات هوكستين التي يتمّ درسها في بيروت، أكثر من محاولة لوقف إطلاق النار بشكلٍ جدي، يسمح لاحقاً بالإنتقال إلى مفاوضات إطار، وذلك في سياق محاولة واضحة لكسب المزيد من الوقت لواشنطن بالدرجة الأولى ولإدارة الرئيس جو بايدن وحزبه الديمقراطي ثانياً، من أجل التفرغ لمعركته الرئاسية المقبلة والشاقة.
ورداً على سؤال حول حجم وفاعلية الضغط الديبلوماسي الأميركي لوقف النار، يجزم الوزير السابق، أنه لن يكون فاعلاً طالما أن الهدنة لم تتحقق في غزة، مشيراً إلى أن حجمه أو أقصى ما يمكن أن يصل إليه هو وقف القصف المتبادل على الحدود الجنوبية مع إسرائيل وليس أكثر، وذلك بأي ثمن، أي أنه لن يطرح أي ترتيبات تتعلق بملف الحدود البرية أو بتطبيق القرار 1701، على الأقل في الوقت الحالي.