يستعد المنتخب اللبناني لكرة القدم للمشاركة في بطولة كأس آسيا 2023 التي ستقام مع بداية العام المقبل في قطر. وفي تاريخه لا يملك المنتخب سجلاً جيداً في المشاركات التي تقتصر على اثنتَين، الأولى كانت كمستضيف عام 2000، والثانية في النسخة الماضية عام 2019 في الإمارات.
نستعرض في هذا المقال المشاركات السابقة للبنان في كأس آسيا، وكيف كان شكل المنتخب والنتائج التي حققها.
آسيا 2000: لبنان يستضيف ويخرج باكراً
أقيمت البطولة ما بين 12 و29 تشرين الأول من عام 2000، وكان لبنان نال حق الاستضافة عام 1996 متفوّقاً على الصين. وبما أنّ منتخب لبنان كان المستضيف لهذه البطولة، فكان حُكماً في المجموعة الأولى التي ضمّت العملاق الإيراني والشقيق العراقي ومنتخب تايلاند.
إفتتح منتخب لبنان البطولة أمام المنتخب الإيراني على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، وتلقى هزيمة كبيرة برباعية من دون ردّ، سجّلها كريم باقري، حميد إستيلي والنجم علي دائي. ولا شكّ أنّ هذه الهزيمة الثقيلة كانت بمثابة ضربة موجعة للبنان، أثّرت على نتائج مبارياته المقبلة.
في المباراة الثانية أمام المنتخب العراقي، سجّل لبنان هدفه الأول في تاريخ البطولة عبر عباس شحرور، إلّا أنّ المباراة انتهت بالتعادل 2-2، وسجّل للبنان أيضاً موسى حجيج، وسجّل للعراق صباح جعير.
في المباراة الأخيرة للبنان ضمن منافسات المجموعة الأولى، تعادلَ أيضاً مع المنتخب التايلاندي بهدف لمثله، سجّل للبنان لويس فرنانديز ولتايلاند ساكيسان بيتوراتانا.
بهذه النتائج، ودّع المنتخب اللبناني البطولة التي يستضيفها وخرج باكراً من الباب الضيق، وبالتالي أثبتت تجربة تجنيس اللاعبين وقتها أنّها فاشلة ولم تحقّق النتائج المطلوبة.
آسيا 2019: بعد 19 عاماً لبنان يعود
إنتظر منتخب لبنان 19 عاماً ليعود مرة جديدة إلى المسرح الآسيوي الكبير، وتأهل إلى البطولة التي أقيمت بنسختها الـ17 في الإمارات؟
بالنظر إلى وضع المنتخب اللبناني في تلك الفترة، لا شكّ أنّه كان جيّداً نسبياً، إذ حقّق نتائج مهمة قبل التأهل إلى المحفل الآسيوي، لكنّ قرعة المجموعات جعلت التأهل إلى الدور المقبل مهمة شبه مستحيلة.
وقعَ لبنان في المجموعة الخامسة إلى جانب منتخبات قطر والسعودية وكوريا الشمالية. في المباراة الافتتاحية له، واجَه رجال الأرز المنتخب القطري الشقيق، في مباراة سجّل فيها علي حمام هدفاً ألغاه الحكم وأثار الكثير من الجدل، وفي الخلاصة فاز المنتخب القطري بهدفَين من دون ردّ سجّلهما بسام الراوي والمعز علي.
في المباراة الثانية، واجَه لبنان المنتخب السعودي العريق والمتمرّس في البطولة الآسيوية وخسرَ بنتيجة المباراة الأولى عينها، بهدفين لفهد المولد وحسين المقهوي.
وكان لبنان على موعد مع التأهّل إلى الدور المقبل، والأمر مرتبط بنتيجة اللقاء مع كوريا الشمالية، وهي مباراة سهلة نسبياً على رجال الارز، إلّا أنّ مجريات اللقاء الدراماتيكية وتَلقّي لبنان هدفاً مفاجئاً في البداية عبر باك كوانغ-ريونغ، أربكَ كل الحسابات وزاد الضغط على لبنان، الذي فاز في نهاية اللقاء برباعية لهدف سجّلها فيليكس ملكي، هلال الحلوة وحسن معتوق. وببطاقة صفراء زائدة لم يتأهل المنتخب إلى دور الـ16 وخرج من البطولة من دور المجموعات مرة جديدة.
آسيا 2023: الثالثة ثابتة؟
يستعد المنتخب للمشاركة مرة جديدة في البطولة، وللمفارقة فهو يكرّر التاريخ، فيلعب المباراة الافتتاحية كما حدث عام 2000، ويواجه قطر في المباراة الأولى كما حدث عام 2019. وعليه، فإنّ التحضير والقراءة التاريخية مطلوبة في هذه الحالة، ليُبنى على الشيء مقتضاه، ولا تبقى الأمور في إطار الاستعراض التاريخي.
لا يعيش لبنان وضعاً ممتازاً كما كان عام 2000، ولا وضعاً عادياً كما كان عام 2019، إلّا إنّ الواقعية المطلوبة في مثل هذه الأحوال يمكن أن تصنع الإنجاز، وتحديداً لأنّ خصومه في مجموعة كأس آسيا المقبلة هم في المُتناوَل من دون النظر إلى مواجهة قطر.
يلعب لبنان في المجموعة الأولى إلى جانب قطر والصين وطاجيكستان، وتحقيق نتائج جيدة في هذه المباريات سيضمَن له التأهل لأول مرة إلى الأدوار الإقصائية. فهل تكون المشاركة الثالثة «ثابتة»؟