لم يكن ينقص المواطن إلاّ تلوث الهواء بفعل الحريق في مطمر النفايات في الجديدة، بعدما تلوثت المياه المهددة بالكوليرا وصولاً إلى الأرض والتربة بفعل مياه الصرف الصحي من جهة والقصف الإسرائيلي بالقذائف الفوسفورية من جهةٍ أخرى.
فالحريق الذي دام لساعات في المطمر، والذي يشكل خطراً كبيراً على صحة اللبنانيين كما على البيئة، لم يكن حادثاً وفق ما هو متداول كما أنه لن يكون الأخير. وترى النائبة التغييرية الدكتورة نجاة عون صليبا، وجه شبه ما بين الحرائق المتكررة والمفتعلة في مطمر الجديدة أو برج حمود وانفجار مرفأ بيروت، وتحدده بالإهمال لحياة الناس وصحتهم وسلامتهم.
وتؤكد النائبة صليبا ل”ليبانون ديبايت”، أن أضرار هذا الحريق لا تشبه الضرر الذي سببّه انفجار المرفأ على العاصمة، إذ أنه بمثابة الغيمة فوق المناطق القريبة من مطمر النفايات، مكررةً أن الإهمال هو الذي أدى إلى الإنفجار في المرفأ وأدى أيضاً إلى الحريق في مطمر النفايات.
وعن المقاربة الواجب اتباعها لعدم تكرار الحريق، تكشف صليبا أن هناك غضّ نظر عن أي إجراءات تمنع “النكاشة” من الدخول إلى مطمري برج حمود والجديدة وإشعال الحرائق لاستخراج الحديد والتنك بعد إخراج البلاستيك من النفايات، للتفتيش على ما يمكن بيعه من هذه النفايات.
وبالتالي، فإن الحل يبدأ بفرز النفايات من المصدر، بحسب ما تشير إليه النائبة صليبا التي تتهم “مافيات النفايات” بالتسبّب بالكارثة البيئية التي حصلت جراء حريق النفايات، وتشدد على أن “النكاشة” لا يتحملون مسؤولية الحريق بل مافيا المكبات التي تقف وراء هذا الواقع، طمعاً بتحقيق الأرباح المالية الضخمة، كما الإهمال الرسمي المستمر.
وعن الحلول السريعة للحؤول دون تكرار مثل هذه الكارثة، تقول صليبا إن “الحل يبدأ بتغيير الطاقم السياسي”، مشيرةً إلى أن “مافيا مكبات النفايات لا تقتصر على جهة معينة بل هي تشمل كل الأطراف وتضع الفقراء الذين يبحثون عن لقمة عيشهم بين النفايات في الواجهة وتحملهم مسؤولية أي انعكاسات سلبية أو كارثية على البيئة وذلك في كل المناطق”.