أخذت المبادرة الرئاسية التي أطلقها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط منحى متقدماً على صعيد اخراج الملف من عنق الزجاجة.
الا أنّ التطورات الأخيرة، من اللقاء الخماسي في باريس، وعدم تمكن جنبلاط من اقناع القوى السياسية والحزبية والمرجعيات التي التقاها بالاتفاق على مرشح اجماع، لم يؤدِّ الى انتهاء المبادرة، بل ثمة من يشير، وفق معلومات حصل عليها موقع mtv، أن التواصل بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية، على الرغم من التباينات الكثيرة بينهما، جار على قدم وساق عبر النائب وائل أبو فاعور الذي يتولى هذا الملف وينسق مع النائب ملحم الرياشي، ولا يستبعد أن يزور أبو فاعور معراب لنقل رسالة من رئيس الحزب الاشتراكي حول آخر التطورات.
وعليه، يدعو جنبلاط في مجالسه الى احترام الإرادة المسيحية حول الملف الرئاسي، أي أن يتفق المسيحيون على مرشح يحظى بإجماعهم ويعطيه الميثاقية المسيحية والوطنية في حال اتفقوا على هذا السلوك. ويعني ذلك أنّ جنبلاط لا يُماشي في هذه المرحلة رئيس المجلس النيابي نبيه برّي في موقفه الداعم لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وقد تكون المرة الأولى التي يختلفان فيها، إذ أنّ برّي من أشد المتحمسين والداعمين لفرنجية وموقفه لن يتبدّل ويتغير الا في حال جاءت تسوية على مرشح ثالث. عندها، من الطبيعي سيسير بري بها باعتباره رئيس الهيئة التشريعية ولا يمكنه أن يغرّد خارج السرب ويتعاطى كرئيس لحركة أمل مع هذا الواقع الإقليمي والدولي المتغيّر، ناهيك عن أنّ جنبلاط متمسّك بالخيار الثالث لا فرنجية الذي يعتبر مرشح تحدٍّ، وكذلك الأمر بالنسبة الى النائب ميشال معوّض.
وتكشف مصادر مطلعة أن اللقاء الديمقراطي على تواصل دائم مع معوض، وفي حال حُدّدت جلسة سيقترع نواب اللقاء له، لكن هم يرون أنه لا بدّ من الاتفاق مع معوض على مرشح خيار ثالث، لذلك طرح جنبلاط سلسلة أسماء هي عينها التي أفصح عنها وأكّد عليها خلال زيارته الأخيرة الى فرنسا ولقائه مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل. وهذا ما قاله أيضاً للموفد القطري الذي زار بيروت أخيراً، ما يعني أن جنبلاط على مواقفه من هذه الناحية لكنه لا يرى عيباً في أن تكون هناك تسوية إقليمية دولية شاملة، وينتخب الرئيس على أساسها.