في أول تصريح له بعد دخول دمشق… “نداءٌ عاجل” من الجولاني

التاريخ: 08 كانون الأول 2024
في أول تصريح له بعد دخول دمشق… “نداءٌ عاجل” من الجولاني

اخبار الجلسة متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب... اضغط هنا

اضغط هنا

في تطور كبير شهدته الأحداث العسكرية في سوريا، وجه قائد “هيئة تحرير الشام” أحمد الشرع، المعروف بلقب “أبو محمد الجولاني”، نداءً عاجلاً الأحد، يحظر فيه الاقتراب من المؤسسات العامة في سوريا. وأضاف الجولاني أن هذه المؤسسات ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السوري السابق، محمد غازي الجلالي، لحين تسليمها بشكل رسمي.

وتأتي هذه الرسالة في وقت حاسم، بعد أن سيطرت الفصائل المسلحة المعارضة على العاصمة دمشق فجر الأحد، وهو ما يمثل تحولاً كبيرًا في مسار الحرب السورية بعد أسابيع من التقدم السريع لقوات المعارضة في مختلف المدن السورية.

في بيان نشر عبر منصة “تليغرام”، قال الجولاني: “على كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق يمنع منعا باتًا الاقتراب من المؤسسات العامة التي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق محمد غازي الجلالي، حتى يتم تسليمها بشكل رسمي”. كما أضاف أنه يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء في إشارة إلى ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في العاصمة خلال الفترة الانتقالية.

هذه التعليمات تعكس الحرص على تجنب أي أعمال عنف قد تخل بأمن العاصمة أو تساهم في زيادة الفوضى التي قد تنتج عن الصراع المستمر. كما أنها تمثل خطوة نحو ضمان انتقال السلطة بسلاسة وحفاظاً على استمرارية مؤسسات الدولة حتى إشعار آخر.

في وقت سابق من اليوم، نشر رئيس الوزراء السوري السابق، محمد غازي الجلالي، بيانًا مصورًا حيث أكد أنه لم يغادر منزله ولن يغادر البلاد إلا في ظروف سلمية لضمان استقرار عمل المؤسسات الحكومية. وقال الجلالي في رسالته: “أنا هنا في منزلي، ولم أغادره، ولا أنوي مغادرته إلا بصورة سلمية بحيث أضمن استمرار عمل المؤسسات العامة ومرافق الدولة وإشاعة الأمان والاطمئنان للأخوة المواطنين”.

ودعا الجلالي في رسالته المواطنين السوريين إلى عدم المساس بالممتلكات العامة، قائلاً: “أهيب بالمواطنين جميعًا عدم المساس بالأملاك العامة لأنها في النهاية أملاكهم”. وأضاف أن الحكومة مستعدة لمد يد التعاون للجميع، حتى للمعارضين الذين تعهدوا بعدم التعرض للمواطنين أو ممتلكاتهم.

تصاعدت الأحداث في سوريا مع إعلان فصائل المعارضة المسلحة دخول دمشق، وهي المرة الأولى التي تصل فيها الفصائل إلى العاصمة منذ سنوات. في الوقت نفسه، أكدت مصادر عسكرية لـ”رويترز” أن الرئيس السوري بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة.

ويأتي ذلك بعد سيطرة المعارضة على مدينة حمص في وسط البلاد، وهو ما مهد الطريق لدخولهم إلى دمشق. ووفقًا لشهادات سكان العاصمة، فقد سمعوا أصوات إطلاق نار وانفجارات في عدة مناطق في المدينة، ما يعكس حالة من الفوضى والاضطراب في الشوارع.

يبدو أن الجلالي، الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء في سوريا منذ أيلول 2024، يسعى للعب دور محوري في المرحلة القادمة عبر دعوته للحفاظ على استقرار الدولة وحماية مؤسساتها. وفي رسالته المصورة، شدد على أهمية الحفاظ على الأمن العام وحماية الممتلكات العامة التي تعتبر ملكًا لكل السوريين.

كما وجه رسالة خاصة إلى المعارضة السورية التي تقدم نفسها كقوة سياسية جديدة بعد التقدم العسكري على الأرض، حيث دعا إلى عدم التصعيد في هذه المرحلة الحرجة، مشيرًا إلى أن الهدف هو إعادة بناء الدولة وضمان استمرار الحياة الطبيعية للمواطنين.

في الوقت الذي تُشكل فيه سيطرة الفصائل المعارضة على دمشق نقطة فارقة في تاريخ الحرب السورية، تبقى التحديات السياسية والاقتصادية أكبر من أي وقت مضى. ومن أبرز هذه التحديات، كيفية تشكيل حكومة جديدة قادرة على فرض سلطتها على كافة الأراضي السورية، وكيفية التوصل إلى تسوية سياسية تضم جميع الأطراف بما في ذلك المعارضة والنظام السابق.

إن تصريحات الجولاني والجلالي في هذه المرحلة تشير إلى وجود فرصة لتحول سياسي في سوريا، لكن الطريق لا يزال طويلًا ومعقدًا. فإذا استمرت جهود الفصائل المعارضة في الحفاظ على استقرار العاصمة وحماية المؤسسات، قد تكون سوريا على أعتاب مرحلة جديدة من إعادة بناء الدولة بعد سنوات من الحرب والدمار.

شارك الخبر عبر منصات التواصل الإجتماعي

تم الاشتراك بنجاح!

إبق على علم بآخر الأخبار عبر الاشتراك بصحيفتنا الإخبارية