من كان ليتخيَّل أن يُصبح الخبز في يومٍ من الأيّام سلعة ثمينة يشتهيها البعض ولا يستطيع الحصول عليها؟ في لبنان، بات كلّ شيء متوقّعاً مع اشتداد وقع الأزمة الاقتصادية على معظم العائلات اللبنانيّة التي تُخفي خلف الجدران قصصاً حزينة عنوانها الفقر والحرمان.
وفي وقتٍ حدَّثت فيه وزارة الاقتصاد سعر الخبز بحيث أصبحت ربطة الخبز الكبيرة بـ44 ألف ليرة والربطة ذات الحجم المتوسّط بـ36 ألف ليرة، عَلَت الصرخة في كنف العديد من المنازل تململاً من أسعار الخبز المُرتفعة، إذ بدأت بعض العائلات “تقنّن” وتوفّر في تناول الخبز تماماً كاللّحوم ومُشتقات الحليب!
موقع mtv عاين أسعار مُختلف أنواع وأصناف الخبز الأخرى في واحدٍ من أكبر الأفران في العاصمة بيروت وعاد بهذه الأرقام:
الخبز الفرنجي بالقطعة: أبيض 13 ألف ليرة، وأسمر 15 ألف ليرة.
علبة “التوست” الطّري: 100 ألف ليرة.
علبة “التوست” المحمَّص: 100 ألف ليرة.
ربطة الخبز المرقوق (4 أرغفة): 55 ألف ليرة.
ربطة من خبز الشوفان على التنّور (4 أرغفة): 50 ألف ليرة.
كيلو الكعك بالحليب: 270 ألف ليرة.
خبز بالحليب (Pain Au Lait): القطعة الصغيرة بـ10 آلاف ليرة.
أرقامٌ باتت تُعتبر خيالية في نظر عدد كبير من العائلات خصوصاً تلك التي فيها أكثر من طفل، وإذا ما احتسبنا كلفة ما يتناوله 3 أطفال في المدارس من خبز على مدار الأسبوع (خبز فرنجي أبيض على سبيل المثال)، آخذين بعين الاعتبار أنّ كلّ طفل يحتاجُ الى قطعتين من الخبز في اليوم المدرسيّ، يتبيّن أنّ الكلفة في الشهر الواحد على الوالدين هي زهاء 520 ألف ليرة للطفل الواحد ومليون و560 ألف ليرة للأطفال الثلاثة من دون احتساب سعر أيّ مكوّن آخر في “الساندويش”!
وفي هذا السيّاق، كَشَف مُدير الفرن الذي زُرناه لموقعنا أنّه تمّ التوقّف عن إنتاج أصنافٍ عدّة من الخبز خصوصاً من النّوع الأسمر نظراً لكون الطلب عليها قد خفَّ بشكل كبير ما يتسبّب بتلفها بعد أيّام قليلة.
خبزُ الفقراء أصبح للأغنياء فقط في لبنان مع جنون وتفّلت الأسعار، ويبقى السّؤال المُحزن والمؤسف: ماذا يأكل هؤلاء؟