لم يحجب غياب حركة الطيران عن الأجواء اللبنانية، الدينامية الديبلوماسية الأميركية والأوروبية والعربية، الناشطة من أجل لجم ارتدادات ومفاعيل الرد الاسرائيلي على ضربة مجدل شمس في الجولان، الذي يضاعف المخاوف من الإنزلاق إلى الحرب الواسعة بين إسرائيل و”حزب الله”.
وفيما يرتفع منسوب الترقب والحذر لما سيكون عليه الواقع، عندما تنفذ إسرائيل تهديدها، فإن ما سيحصل بعد “الإنتقام” الإسرائيلي، هو الأهمّ برأي نائب رئيس معهد الشرق الأوسط للشؤون الدولية في واشنطن الدكتور بول سالم، الذي يكشف بأن إسرائيل تستعمل هذه الحادثة، وتسعى لتكبيرها لغرضٍ سياسي، خصوصاً وأنه من الصعب معرفة الحقائق في مثل هذه الحوادث التي تقع خلال الحرب، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المعرض لملاحقة قانونية، يملك مصلحةً سياسية في عدم إنهاء الحرب على غزة أو حتى في فتح معركة ثانية.
ورداً على سؤال حول المرحلة المقبلة، يقول الدكتور سالم ل”ليبانون ديبايت”، بأن الموفد الخاص للرئيس جو بايدن إلى المنطقة آموس هوكستين، ينشط على خطّ التفاوض الحاصل حول عملية وقف النار في غزة وفي جنوب لبنان بين إسرائيل و”حزب الله”.
وعليه، يلفت الدكتور سالم إلى أن السؤال يتركز اليوم، حول الرابط بين هذه المفاوضات التي تحصل، والذي قد يكون ربما نهاية الحرب أو ربما وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل، أو شروط جديدة بالنسبة لواقع المناطق الحدودية وما إذا كان تنفيذ القرار 1701 مهدداً أم لا، وتثبيت الحدود البرية.
وبالتالي، يشير سالم إلى ترابط هذا المسار التفاوضي مع الملفات السياسية الداخلية، معتبراً أنه إذا حصل وقف لإطلاق النار في غزة، وتالياً وقف للنار في جنوب لبنان، فإن علامة استفهام تبرز حول ما إذا كان ذلك سيحصل “على الحامي” وسيفرض ترتيبات أو صفقة جديدة، بالإضافة إلى تساؤل أساسي يتعلق بالرابط بين هذه الصفقة المحتملة وملف انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة احياء الدولة اللبنانية ومؤسساتها.
ومن ضمن هذا السياق، يتحدث سالم عن أن دول اللجنة الخماسية من أجل لبنان، تشدد على ضرورة دفع عجلة الإستحقاق الرئاسي، من أجل أن تحصل عملية الإنتخاب بعد الإعلان عن وقفٍ لإطلاق النار، على أن يتبع ذلك ترميم سريع للدولة اللبنانية وتعزيز للجيش الذي سيلعب دوراً في الجنوب مع اليونيفيل وسط ظروف جديدة وتنفيذ القرار 1701.