على الرغم من أن أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، لم يقصد لبنان بناءً على دعوة رسمية، وأن العنوان المُعلن لزيارته هو “رعوي”، لا يزال الرهان على مبادرةٍ سياسية يطلقها حول ملء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية قائماً وبقوة، بعد التغريدة الأخيرة لزعيم المختارة وليد جنبلاط عن هذه الزيارة، والتي تحدث فيها عن مبادرة، فأتت تغريدته بمثابة تأكيد مهمة الكاردينال بارولين، ولامست محور الحراك “الفاتيكاني” في بيروت، والذي كشفت عنه طبيعة اللقاءات والمداولات، كما التصاريح التي أدلى بها الكاردينال بارولين، وبشكلٍ خاص في بكركي كما في عين التينة.
وفيما اعتبر جنبلاط أن مقاطعة الزائر الفاتيكاني من بعض الأطراف الدينية والسياسية هو موجّه إلى البابا فرنسيس “الحبر الإستثنائي في تاريخ روما”، فقد بات جلياً أن تفادي الحديث عن مبادرة أو مسعى رئاسي من الكرسي الرسولي، يندرج في سياق عدم الوصول إلى “خيبة”، في حال لاقت مبادرته المصير عينه الذي واجهته المبادرات المحلية، كما العربية والفرنسية والخماسية والنيابية.. والمبادرات المستقبلية التي ستأتي لاحقاً.
راهناً، يتمسك أمين سر الفاتيكان، بطرح الوحدة بين اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً، من دون الدخول في أي تفاصيل حول الآلية الواجب اعتمادها من أجل وضع الإستحقاق الرئاسي مجدداً قيد التداول، وبعد فشل كل المبادرات في إحداث خرقٍ إيجابي أو في جمع القيادات على نقطة ارتكاز واحدة وهي الإحتكام للدستور.
ولا يخفي أحد النواب المواكبين لزيارة الكاردينال بارولين، أن اللقاء الموسّع للمعنيين بالملف الرئاسي، لم يحقق الهدف المقصود منه بالدرجة الأولى، وذلك من حيث الشكل، ولكنه يعترف رداً على سؤال “ليبانون ديبايت”، بأن رسائل الفاتيكان، وصلت إلى حيث يجب أن تصل، وهي بقيت من دون أي أصداء معلنة على الأقل.
هل فشلت مبادرة بارولين؟ يقول النائب المعني، إنه، ولهذا السبب بالذات، كان الحرص والإصرار من بكركي كما من الفاتيكان، على عدم الحديث عن مبادرة و”رفض تكبير الحجر”، كي لا يأتي التحدي كبيراً والفشل مدوياً.