من المؤسف جدا أن يسجل عداد الموت لغاية تاريخ اليوم منذ بداية العام الحالي، 81 ضحية قضوا على الطرقات. فقد سجلت إحصاءات غرفة التحكم المروري خلال 6 أيام من شهر نيسان الحالي 8 ضحايا أما عدد الجرحى فوصل الى أكثر من 70 جريحا. وبحسب الأرقام التي حصل عليها “لبنان 24” فقد سجل العام الماضي ولغاية العاشر من نيسان 64 ضحية، بينما وصل خلال العام الحالي الى 81 ضحية بفارق كبير من حيث المعدل السنوي للحوادث. والسؤال: الى متى؟
وليست هذه الصورة الخاصة التي حصل عليها “لبنان 24” من جمعية “اليازا” المعنية بالشأن المروري، سوى دليل حقيقي على المأساة الكبيرة التي يعيشها اللبنانيون بسبب الحوادث المرورية التي تُسجل بشكل شبه يومي على الطرقات. فتظهر الصورة أبرز الحوادث المرورية القاتلة والتي راح ضحيتها شباب وشابات بعمر الورود ولكل صورة منها رواية ألم لن ينتهي بمرور الزمن لدى ذوي الضحايا الذين فجعوا بأحبائهم قتلى على الطرقات.
يُرجع منسق النشاطات في جمعية “اليازا” فؤاد الصمدي، السبب الأول في ارتفاع عدد الحوادث المرورية في الآونة الأخيرة الى حوادث الشاحنات، والتي تُصنف من الحوادث القاتلة، حيث يؤدي تقريبا كل حادث مع شاحنة الى وفاة شخص او أكثر. وهنا لا بدّ من إعادة التذكير انّ القانون اللبناني ينص على ضرورة ان يتم تزويد الشاحنات بما يُعرف بـ”المردات” والتي توضع في خلفية الشاحنة والجوانب، وهي دفاعات تحمي المركبات الأخرى في حال الاصطدام بالشاحنة من أن تنسحق تحت عجلاتها.
السرعة الزائدة
يُضاف اليها مجموعة من الأسباب الأخرى يشير اليها الصمدي في حديث لـ”لبنان 24″، معتبرا انّ السرعة الزائدة أيضا لا تزال تشكل سببا رئيسا في الحوادث، ويمكن ملاحظة ذلك ببساطة وخصوصا انّ الحوادث الناجمة عن السرعة في القيادة، تؤدي غالبا الى انقلاب المركبة.
وبحسب الصمدي “طبعا هناك الحوادث التي يتسبب بها ضعف الانارة او فقدانها على الطرقات، او وجود انعكاس ضوئي في بداية الشارع وسرعان ما يختفي، ما يؤدي الى تلبك السائق واحتمالية حدوث حادث قد ينتج عنه وفاة او إصابة خفيفة او مزمنة”. كما يتحدث الصمدي عن ارتفاع حوادث الصدم وكان اخرها حادث صدم مروع في منطقة عائشة بكار.
الخطر الأكبر
امّا الخطر الأكبر فلا يزال يكمن في حوادث الانفاق، وبحسب الصمدي: “نتابع الموضوع بجدية في اليازا، وتم اجراء إصلاحات في نفق فينيسيا، كما سيكون هناك مبادرات لإنارة نفق صائب سلام، بعدما تم مؤخرا تركيب ريغارات داخله للتخفيف من احتمالية وقوع حوادث بسبب الحفر. امّا المشكلة الأكبر فتبقى في نفق المطار، وننصح خصوصا سائقي الدراجات النارية ان لا يدخلوا في النفق لان الدخول فيه قد يؤدي بهم الى الموت لا قدر الله”.
ويتابع الصمدي: “وجهنا من قبل اليازا نداء الى وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه، ونكرر توجيه النداء لحل مشكلة نفق المطار، ونقترح ان يتم إنارة النفق من المطار بما انّ الكهرباء متوفرة في المطار، على غرار ما حدث مع نفق فينيسيا حيث تمت إنارة النفق من الفندق مباشرة. وهذه رسالتنا لتخفيف من عدد حوادث السير اليومية التي تحصل في نفق المطار”.
حوادث الصدم
وفي إطار الحديث عن السلامة المروية، وتلافيا لوقوع حوادث صدم قد تؤدي الى الوفاة او الإصابات الخطيرة، ومنها ما يحدث بسبب الدراجات النارية والسائقين المتهورين، وجه الصمدي أيضا رسالة الى القوى الأمنية لمنع دخول الدراجات النارية وخصوصا في الأماكن التي يمارس فيها الناس رياضة المشي في بيروت ومنطقة البيال، حيث يفاجئ الناس ببعض الدراجات النارية التي تقوم بحركات بهلاونية وهو ما يؤدي الى إمكانية حدوث خطر مروري.