مؤشرات متناقضة تتوالى في الرسائل العسكرية الأميركية عبر أسطولها البحري في منطقة الشرق الأوسط في موازاة تأكيد البيت الأبيض على أولوية العودة إلى طاولة المفاوضات في الخامس عشر من آب الجاري، لإنجاز صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب في غزة بين حركة “حماس” وإسرائيل.
ومع عودة الدينامية للجهود الديبلوماسية الأميركية بالشراكة مع قطر ومصر، يتحدث الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة لـ”ليبانون ديبايت”، عن جهد كبير تقوم به الولايات المتحدة الأميركية وشركائها الدوليين كما عواصم القرار في المنطقة، من أجل “احتواء هذه الأزمة الكبيرة التي نشأت بعد ليلة الإغتيالات في بيروت وفي طهران”.
وعليه، فإن هذه العملية تتطلب طرفين من أجل نجاحها، يقول المحلل حمادة، الذي يشدد على أنه “لا يمكن لطرف واحد بمفرده، أن يوقف هذا التدهور الذي قد يحصل في أي وقت”.
فموعد الخامس عشر من آب المقبل، وهو موعد اجتماع الوفود المفاوضة لوقف الحرب في غزة، وفق حمادة، قد أتى بناءً على بيان ثلاثي، يكشف عن “اكتمال صورة الصفقة”، بحيث أن “كل الأطراف مدعوة من أجل الذهاب والجلوس على طاولة التفاوض وإنجاز هذه الصفقة، صفقة الهدنة، إضافةً إلى تبادل الأسرى والرهائن”.
إلاّ أن حمادة يستدرك بأن “الشيطان يكمن في التفاصيل، ويمكن أن تحصل مفاجآت من جانب إسرائيل”.
إنما في المقابل، يلفت حمادة إلى ان “الإيرانيين يتريثون في الوقت الحاضر وكذلك حزب الله، لأن إسرائيل هي التي تريد وتسعى للصدام الكبير وتحضّر ضربة كبيرةً للبنان إذا ما نفذ حزب الله تهديداته ضد إسرائيل، وحتى لو كان الأمر متعلقاً بقواعد عسكرية إسرائيلية يمكن أن يستغلها الإسرائيليون من أجل أن يشنّوا هجوماً كبيراً على حزب الله في لبنان”.
وأمّا بالنسبة إلى إيران، وعلى مستوى ردها المرتقب، فإن حمادة يجد أن “الهوامش باتت أضيق، لأنه سوف يجدون بأن أمامهم الإسرائيلي ولكن خلف الإسرائيلي، هناك الأميركي الذي أصبح على أبواب إيران، فالحشد الأميركي العسكري كبير جداً، ويحمل رسالةً واضحة بأنه يهدف للدفاع عن إسرائيل والرد على أي هجوم كبير وغير متناسب مع ما يرونه من قبل الإيرانيين”.