بعد مرور أسبوعين على بدء التوغل الإسرائيلي البري باتجاه الحدود الجنوبية، لا تزال العوائق كبيرة أمام تقدمه أو أمام الإعلان عن أي نجاح أو إنجاز ميداني مهما كان حجمه، بدلالة استمرار عمليات إطلاق الصواريخ والمسيّرات من قبل “حزب الله” من جهة وتصاعد المواجهة العسكرية المباشرة بين الحزب وإسرائيل من جهةٍ أخرى.
ويؤشر الفشل في نجاح هذا التوغل من أكثر من منطقة حدودية إلى أن التفوق الجوي الإسرائيلي لا يمكن استخدامه في المعركة المباشرة ما يجعل من الكلمة للميدان، حيث من الواضح بعد مواجهات الأيام الأاخيرة أن الحزب استعاد التوازن وفرض معادلة ميدانية جديدة رغم الخسائر التي تكبدها على مدى الأسبوعين الماضيين.
ومن هنا، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، إن “حزب الله”، قد نجح في استعادة زمام المبادرة في الميدان، ويكشف ل”ليبانون ديبايت”، عن أن الحزب قد بدأ خطة عمل جديدة على المستوى العسكري، وهي تركز على الهجوم والدفاع في الوقت نفسه.
ورداً على سؤال حول الأفق الذي يلوح بالنسبة لليوم التالي، يقول المحلل قصير، إن الميدان هو الذي يحكم المواجهة حالياً في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.
أمّا بالنسبة للتمايز والتضارب في المواقف التي أطلقها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وما أعلنه بالأمس الشيخ نعيم قاسم، فيعتبر قصير أن مواقف الرئيس ميقاتي تهدف “لفتح باب المفاوضات لوقف إطلاق النار، وقد أكد الشيخ قاسم على أن الأولوية هي لوقف النار ومن ثم التفاوض”، مستبعداً وجود أي تناقض أساسي ذلك أن المهم اليوم هو وقف إطلاق النار.
وحول ما إذا كانت الكلمة في وقف النار للميدان أم لمجلس الأمن، يشير قصير إلى ان الكلمة للميدان، وفي حال فشل العدو في عدوانه، سيعود إلى المفاوضات، فيما أن مجلس الأمن لم يتخذ اي قرار بهذا الشأن حتى الآن.