ما زال الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، على تأهّبه للعودة إلى المنطقة، فور الإعلان عن وقف للنار، ولو بشكل مؤقت في قطاع غزة، حتى أنه قد حجز تذكرة العودة ولكنه لم يحدد تاريخاً لها كما يقول وزير خارجية سابق.
ولم يعد خافياً بأن ما يحمله هوكستين في جعبته، من مسودة اتفاقٍ على تثبيت الحدود البرية اللبنانية- الإسرائيلية، قد قطع منتصف الطريق نحو الوصول إلى الترجمة، إذ يكشف وزير الخارجية السابق لـ”ليبانون ديبايت”، بأن الخيوط الأساسية في هذه المسودة، ما زالت قيد التداول في الحلقة الضيقة، ولم يتسرب منها إلى العلن إلاّ ما أعلنه هوكستين بنفسه منذ أشهر في واشنطن، عن خطة من 3 مراحل.
والإتفاق المذكور والذي يؤكد الوزير السابق أنه منجز وينتظر ساعة الصفر، يتدرج من التهدئة على الجبهة الجنوبية ووقف النار فور توقف القتال في غزة، وهذا في المرحلة الأولى، إلى المرحلة الثانية التي تحمل عنواناً إنمائياً واستثمارياً للبنان وللمنطقة الجنوبية بشكل خاص، وصولاً إلى المرحلة الثالثة التي تطرح اتفاقاً على تثبيت النقاط الخلافية الحدودية أو اتفاق الحدود البرية كما سمّاه هوكستين.
فالهدف الأميركي هو وقف الحرب وتنفيذ القرار 1701 وإنجاز ترسيم بري يؤمن الهدوء الدائم على الجبهة الجنوبية، وهو يلقى تجاوباً من لبنان، على الأقل من الناحية المبدئية، يقول الوزير السابق، الذي يعتبر أنه من المبكر ووسط المتغيرات على الساحتين الأميركية والإقليمية، الحديث عن سيناريوهات “حدودية”، طالما أن الوضع بمجمله مرهون بمسار مفاوضات إنهاء الحرب في قطاع غزة، إذ وصلت إلى نقطة حاسمة برزت فيها حاجة لدى كل الأطراف وفي مقدمها إدارة الرئيس جو بايدن، لإنهاء الحرب وإنجاز صفقة تبادل في الأسابيع القليلة الفاصلة عن دخول الولايات المتحدة زمن السباق إلى البيت الأبيض، وذلك قبل أن تقلب نتائج هذا السباق كل السيناريوهات المرسومة.