يُنذر التصعيد اللافت في المواجهات العسكرية في الجنوب، بأن الميدان بات يتقدم على أي مفاوضات أو تفاهمات متصلة بالتهدئة أو بالمفاوضات الجارية بعيداً عن الأضواء وعبر الوسطاء من أجل العودة إلى القرار 1701، بعدما تخطت الإعتداءات الإسرائيلية الحدود الجغرافية المعروفة بقواعد الإشتباك، التي شكّلت الميدان لجبهة “الإشغال” الجنوبية دعماً لغزة.
ومن هنا، تشير أوساط سياسية مطلعة ل”ليبانون ديبايت”، إلى أنه من الواضح، أن الحماوة التي تُسجّل حالياً على الجبهة الجنوبية، تسبق أي حل أو أي تصعيد، مع العلم أنه وفي ضوء التطورات الأخيرة، فإن مشهداً جديداً قد بدأ يتكرس في الميدان، بنتيجة القصف وعمليات الإغتيال وقصف وتدمير المنازل.
إلاّ أن الأوساط، لم تلحظ ومن الناحية العملية، أي التزام في عمليات القصف والغارات الإسرائيلية، بما كان يسمّى بقواعد الإشتباك، موضحةً أنها ليست المرة الأولى التي تتخطى فيها الإعتداءات مناطق المواجهات في النبطية منذ يومين أو في الزهراني منذ أكثر من شهر، أو في الضاحية الجنوبية. وبالتالي، تشدد الأوساط على أن ما من سقف للعمليات الأمنية أو ما من قواعد اشتباك وفق ما هو متداول، لافتةً إلى أن التصعيد الإسرائيلي يترافق مع تهديدات وتصريحات وتسريبات إعلامية بأن الصواريخ التي أطلقت في الساعات الماضية من الجنوب، لم تشهدها إسرائيل منذ العام 2006.
وبالتالي، فإن كرة النار تتدحرج جنوباً، برأي الأوساط، وذلك لا سيّما بعد تعثر الوساطات الجارية على المسارين الفلسطيني في غزة واللبناني في الجنوب، بعدما حَشدت إسرائيل أكثر من ثلاثة ألوية عسكرية على الجبهة الجنوبية.
ومن ضمن هذا السياق، تعتبر الأوساط، أن محاولة اغتيال أحد قياديي المقاومة بقصف سيارته في النبطية أخيراً، توازياً مع الإعتداءات على القرى الواقعة في مسافات أعمق من الحدودباتجاه الليطاني، تسابق المساعي الديبلوماسية وبشكلٍ خاص المسعى الفرنسي الهادف إلى خفض التصعيد، بمعنى أن التصعيد قد يتجاوز حدوده الحالية، ويفتح الساحة الجنوبية على احتمالات عدة، ربطاً بالمشهد الإقليمي المشتعل أساساً، على الرغم من كل محاولات التهدئة التي تبدأ من غزة بالدرجة الأولى.