يناقش رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم، في ردود الفعل والمواقف “الأخلاقية” التي تبعت حديث البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي حول تحضير المدارس من أجل انطلاق العام الدراسي وفق قرار وزير التربية وتأمين التعليم بشكلٍ متساوٍ لكل الطلاب في لبنان وعدم ترك أي طالب خارج مقاعد الدراسة بعدما تحولت المدارس إلى مراكز إيواء ل”أهلنا” النازحين”، وذلك بالطبع بعد تأمين مراكز إيواء لائقة لهم.
ويحرص المونسنيور أبو كسم في حديثٍ ل”ليبانون ديبايت”، على التأكيد بأن البطريرك الراعي، لم يقصد في أي لحظة النازحين وذلك عندما أشار إلى تحرير المدارس، لأن استخدام كلمة تحرير لم تأت بمعنى من المحتل، بل توجه للدولة لكي تحضرها استعداداً للتعليم ليتحقق التكافوء بين طلاب لبنان، بعدما بات الطلاب منقسمين إلى فئتين، الأولى هي فئة طلاب المدارس في المناطق “الساخنة” أمنياً، والثانية هي فئة طلاب المدارس الرسمية والخاصة التي أقفلت أبوابها في عدة مناطق وهي رسمية وخاصة، ولذلك دعا البطريرك الراعي إلى تحضير هذه المدارس لاستقبال الطلاب، لتطبيق قرار وزير التربية باستئناف العام الدراسي وبحق التعليم للجميع.
وباختصار يؤكد المونسنيور أبو كسم أن البطريرك الراعي لم يتحدث عن النازحين إطلاقاً ولو للحظة واحدة، ولم يقصدهم أو يتوجه إليهم في حديثه، وهذا هو كل الموضوع، لأن البطريرك الراعي يعتبر أن النازح هو مواطن ويمتلك الحقوق على الدولة التي من الواجب عليها رعايته، بعدما ارتأت الدولة أن تخصص المؤسسات التعليمية كمراكز نزوح، ولذلك كان من الأحرى بالحكومة أن تحضر المراكز التعليمية لتكون جاهزة لاستقبال التلاميذ من خلال تأمين مراكز “إيواء” لأهلنا النازحين تكون تليق بهم.
وبالتالي يقول المونسنيور أبو كسم إنه إذا كانت كلمة البطريرك الراعي قد فُهمت على نحو معاكس، فإنه قد يكون سوء تقدير، لأن ما قصده البطريرك الراعي هو تحضير المدارس وليس أي تفسير آخر يتعلق بالنازحين لأن بكركي قد اهتمت منذ اليوم الأول للنزوح بهذا الملف ومن غير المعقول أن تقول الشيء ونقيضه.
ورداً على سؤال حول ردود الفعل المنتقدة، يوضح المونسنيور أبو كسم أن بعض ما قيل من عتب موضوعي وأخلاقي، فقد يكون على “قدّ المحبة”، ولكن بالنسبة للحملات، فهي ليست في أوانها، لأن المرحلة هي للعمل من أجل إنقاذ البلد.
ورداً على سؤال حول مقاربة بكركي لملف النزوح، يشير المونسنيور أبو كسم، إلى القمة الروحية التي خصصت في جانبٍ واسع منها لمواكبة ورعاية ومتابعة ملف النزوح، ويوضح أن كل المؤسسات الكنسية مثل كاريتاس وجمعية مار منصور ومنظمة فرسان مالطا والبعثة البابوية وبعض الجمعيات الخيرية التي تدور في فلك الكنيسة المارونية، تقوم بكل ما تملك من قدرات من أجل تأمين الخدمات والرعاية للنازحين في كل المناطق تقريباً.