طالبت الحكومة السورية المؤقتة مجلس الأمن الدولي بالتحرك لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية، والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها في الشمال، في انتهاك لاتفاق فض الاشتباك الذي تم التوصل إليه عام 1974.
وفي رسالتين متطابقتين إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، حصلت عليهما وكالة “أسوشيتد برس” يوم الجمعة، قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، إنه يتصرف “بناءً على تعليمات من حكومتي” لتقديم هذه المطالب.
ويبدو أن هذه هي الرسالة الأولى التي تُوجّه إلى الأمم المتحدة من الحكومة السورية المؤقتة الجديدة.
تم توجيه الرسالتين بتاريخ 9 كانون الأول، بعد أيام من إطاحة المعارضة السورية المسلحة بالرئيس بشار الأسد وإنهاء حكم عائلته الذي استمر أكثر من 50 عامًا في سوريا.
وكتب السفير الضحاك: “في الوقت الذي تشهد فيه الجمهورية العربية السورية مرحلة جديدة من تاريخها، يتطلع فيها شعبها إلى إقامة دولة حرية ومساواة وسيادة القانون، وتحقيق ما يصبو إليه من رخاء واستقرار، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق إضافية من الأراضي السورية في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة”.
وأضاف: “تزامن ذلك مع قصف عنيف بدأ يوم أمس ولا يزال مستمرًا، ويستهدف عددًا من المواقع المدنية والعسكرية في دمشق وأنحاء مختلفة من الأراضي السورية”.
وتابع: “تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات هذا العدوان الإسرائيلي، الذي يمثل انتهاكًا جسيمًا لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، الذي تم التأكيد عليه في قرار مجلس الأمن رقم 350 لعام 1974. كما يشكل انتهاكًا لسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة وسلامة أراضيها، ويتعارض مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وأحكام القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن 242 و338 و497”.
واختتم الضحاك قائلاً: “تجدد سوريا مطالبتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهما، واتخاذ الإجراءات الحازمة والفورية لإلزام إسرائيل بالوقف الفوري لاعتداءاتها المستمرة على الأراضي السورية، وضمان عدم تكرارها، وانسحابها الفوري من المناطق التي توغلت فيها على مدى الأيام الماضية، والالتزام التام باتفاق فض الاشتباك وولاية قوة الأندوف”.
وفي المقابل، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يوم الجمعة، أوامر للجيش بالاستعداد للبقاء طوال فصل الشتاء في المنطقة العازلة مع سوريا في هضبة الجولان المحتلة.
وقال الوزير في بيان: “بسبب الوضع في سوريا، من الأهمية من الناحية الأمنية الإبقاء على وجودنا على قمة جبل حرمون (جبل الشيخ)”.
منذ الانهيار المفاجئ لحكومة الأسد في سوريا، نقلت إسرائيل قوات إلى المنطقة العازلة على الجانب السوري من الخط الفاصل مع هضبة الجولان المحتلة، كما نفذت مئات الغارات الجوية لتدمير أسلحة الجيش السوري وعتاده.
وقد نددت دول عدة بخطوة إسرائيل دخول المنطقة العازلة، فيما قالت إسرائيل إن توغلها واستيلاءها على مناطق استراتيجية في جبل الشيخ “إجراء مؤقت ومحدود لضمان أمنها”.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى أن انهيار حكومة الأسد يعني عدم وجود سلطة لتطبيق اتفاقية فض الاشتباك التي أدت إلى إنشاء المنطقة العازلة بعد حرب 1973، مؤكدًا أن إسرائيل ستبقى هناك فقط حتى يتم التوصل إلى ترتيب مناسب.