خاص – جريدة الجلسة
تتسارع الأحاديث والمعطيات على أنواعها في ما يتعلق برئاسة الجمهورية اللبنانية؛ أو بالأصح ما يسمى بذلك، نظرًا إلى أهمية التدخلات الخارجية في الاستحقاق الرئاسي. والواضح أن اسم زعيم تيار المردة “ألبيك ابن ألبيك” سليمان فرنجية هو الأكثر تداولًا على صعيد الإعلام اللبناني أو حتى في الجلسات الخارجية. لكن أيها اللبناني، هل تعلم فعلًا كيف ستكون ملامح عهد فرنجية؟
لا يزال دعم المرشح سليمان فرنجية خجولًا، يقتصر على الثنائي حركة أمل/ حزب الله بالإضافة إلى نيله تأييد الكتلة التي نسجها ابنه النائب طوني فرنجية مع عدة شخصيات مستقلة تمثل حالات عائلية عريقة. ولكن أصبح من الفاقع أمام أعين الجميع أن المكون المسيحي بشكل عام لا يؤيد وصول فرنجية إلى بعبدا بغالبيته العظمى. فيما وكما أفهمنا فرنجية، هو مرشح لن تهزه مخاوف بيئته ولا حتى مصالحها، ولن يسحب ترشيحه! هذا الموقف ليس بجديد، فألبيك “مرشح طبيعي” منذ العام ١٩٩٧ وفي خياله، قبل ذلك بكثير عربون ولائه وعائلته للقوة السورية طوال مرحلة الحرب. فماذا يعني وصوله إلى كرسي الرئاسة؟ أهي فقط صورة رمزية تضرب كل التقدم المجتمعي عند المسيحيين، وتردهم إلى زمن الإقطاع البائد بعد أن كان منذ الطائف الرئيس إما توافقين منبثقا عن المؤسسة العسكرية، وإما الأكثر تمثيلا في بيئته؟ لعل الموضوع أبعد من ذلك بكثير، فالتسوية على فرنجية الذي لم يحظ بأي تأييد مسيحي سني أم درزي، يكرس موقف حزب الله الحاسم في الاستحقاق اللبناني، وإذا لم يكن لخطاب الحزب تأثير في الداخل اللبناني، وجب الاستقواء بالخارج لفرض المرشح الذي يرضيه. سليمان فرنجية من شأنه إذا إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل عام ٢٠٠٥ والسطو على القرار المسيحي. فهل لبنان ال ٢٠٢٣ بحاجة لمغامرات من هذا النوع؟ هل تغليب منطق القوة وحرب كسر العظم على لغة التوافق والحوار تمثل الحل لما نحن عليه منذ اندلاع ثورة ١٧ تشرين؟ والسؤال لأصحاب الرؤوس الحامية المسؤولين على مواقع التواصل الاجتماعي عن حفلة الجنون التي نشهدها عند مؤيدي ترشيح زعيم تيار المردة: ما هو برنامج سليمان فرنجية، وما الذي يستطيع أن يقدمه متفردا في قصر بعبدا لشعب لبناني كوته الأزمة والطموحات السلطوية لدى حكامه؟
مسكين من يعتقد أنه بالوصول إلى القصر، يكون قد أنجز ما لم ينجزه الأسبقون، ويغير بذلك كل المعادلات والوقائع الشخصية قبل الوطنية. فهو لن يتغلب مهم اتسعت مساحة قصره على شعب لبناني عاداه حتى قبل وصوله إليه. مسكين هذا الكرسي، يظن من يتهافت إليه أنه ملك العالم بأسره، لا يتمعن بتجارب من كان قد اعتلاه من ذي قبل، عله يكون أفضل إذا بالتملق ومراضاة الشريك، يعوض عن ضربه لأهله وبيئته. مسكين من يربح الحرب ومصاعبها وويلاتها، ويخسر السلام والوفاق ومعهما كل الشيء.