الكاتب/ة: صونيا سلامة

خاص – جريدة الجلسة | الجزء ٧: من الهندسة إلى الرياضة… من هي بطلة لبنان السابقة واللبنانية الوحيدة التي انضمّت إلى لجنة الاستدامة في الاتحاد الدولي لكرة الطاولة؟

التاريخ: 14 حزيران 2024
خاص – جريدة الجلسة | الجزء ٧: من الهندسة إلى الرياضة… من هي بطلة لبنان السابقة واللبنانية الوحيدة التي انضمّت إلى لجنة الاستدامة في الاتحاد الدولي لكرة الطاولة؟

اخبار الجلسة متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب... اضغط هنا

اضغط هنا

ميساء بصيبص هي لبنانية من فالوغا، تبلغ من العمر ٣١ عامًا. عاشت طفولة مليئة بالرياضة، كانت تمارسها مع أختيها اللتين كانتا بطلتين. كان أيضًا والدها يأخذها إلى فرنسا كإجازة رياضية في عطلة الصيف، وبسبب كثرة تلك الإجازات، أصبحت تشارك مع والدها في البطولات لتصبح من بعدها بطلة.

لمدة ١٠ سنوات، كانت بطلة المدارس وبطلة لبنان في كرة الطاولة لفئات دون ١٣ و١٥ و١٨ سنة، بالإضافة إلى فئة دون ٢١ سنة. كما كانت بطلة الجامعات بلا منازع لمدة ٧ سنوات. تُوِّجت وصيفة وثالثة في بطولة العرب للثنائي.

ميساء هي مسؤولة عن فئة الإدارة الرياضية في الجامعة الأنطونية وتعمل مع الاتحاد الدولي لكرة الطاولة، وهي أيضًا قائدة للشباب في اللجنة الأولمبية الدولية. بصيبص أسست جمعية “كي – بينغ هوب – أمل” (Kee-PING Hope) بالتعاون مع جمعية SOS Children’s Villages، حيث تُدرّب الأطفال في القرية على كرة الطاولة لتبرهن أن الرياضة قادرة على تغيير حياة الكثير من الناس.

بوجود الكثير من الحواجز أمام المرأة اللبنانية، ما كان الطريق الذي أوصلك إلى المكان الذي أنت فيه حاليًا؟

المرأة في لبنان تُعد أقلية وهي تحاول الدخول في مجال الرياضة. شخصيًا، عندما تخرجت من المدرسة، كنت في بيئة كلها مهندسين. كان هدفي التعمق في الرياضة، ولكن كما تعلمين، كانت أجواء العائلة تعتقد أن الرياضة لا تُدرُّ مالًا، فاضطررت إلى دراسة الهندسة. أحببتها، لكن لم أستطع الشعور بأن تلك المهنة هي شغفي. عندما تخرجت وعرف الكل أنني أصبحت مهندسة، صار بإمكاني أن أعمل ضمن شغفي وأكمل في مجال الرياضة.
لقد أتيحت لي الفرصة للعمل في الجامعة الأنطونية بسبب خبراتي في كرة الطاولة وكوني بطلة لبنان لعشر سنوات، ومن هنا بدأت مسيرتي.
تخطّيت الكثير من الصعوبات، خصوصًا أن العمل في مجال الرياضة يُعتبر عيبًا وعارًا للمرأة في لبنان. لكني لم أستمع لتلك الانتقادات، بل أكملت نحو هدفي وهو أن أعمل مع الاتحاد الدولي لكرة الطاولة. وأُعتبر المرأة اللبنانية الوحيدة التي تصل إلى هذا المركز والوحيدة التي تعمل مع الاتحاد الدولي الأولمبي كقائدة للشباب.
وصلت إلى تلك المراكز بفضل مثابرتي والسهر والقراءة لمعرفة طريقة العمل في الخارج ولأتعلم كيفية التعامل معهم. فالمدربون اللبنانيون يفكرون بالأخص في التحديات، أما أنا فأرتكز أكثر على فكرة “الرياضة للجميع”، أي كيفية دمج الجميع في ممارسة الرياضة. لذا كان علي أن أعتمد على نفسي لتحقيق هدفي.
أخيرًا، بعد المثابرة وإثباتي للعائلة والأصدقاء أن الرياضة يمكن أن تكون مجزية وأنني سعيدة بشغفي، أصبح هدفي الآن هو إلهام الشباب والنساء، خاصة في الصفوف التي أعلّم فيها كرة الطا
لة أو في مجال الإدارة الرياضية.
من الممكن أن أقول لهم إنهم يستطيعون تأسيس مستقبلهم، خاصة النساء اللاتي يُعَدن أقلية في الصفوف. أشجّع الرجال والنساء على الاختلاط معًا، فأعطيهم فرصة اللعب معًا.

هل لديك أهدافًا أخرى تودّين تحقيقها؟

بالطبع، المرء لا يتوقف عن تحقيق أهدافه. شخصيًا، أقوم بكتابة أهدافي على ورقة وأشجع النساء والجميع على فعل المثل لمدة ستة أشهر أو سنة، ليتأكدوا من تحقيق أهدافهم حتى لو كانت بسيطة. أهدافي تتحقق الآن، مثل العمل مع الاتحاد الدولي لكرة الطاولة واللجنة الأولمبية الدولية، وأيضًا تحقيق هدف السفر إلى فرنسا للمشاركة في الأولمبياد كقائدة للشباب. العالم في الخارج يعرفني الآن ويعرفون أنني لبنانية، وأنا دائمًا أسعى لترك صورة جميلة عن لبنان.
الهدف الآخر هو تطوير مشروعي “kee-PING Hope” الذي بدأته مع زوجي. بدأنا كمهندسين، وقمنا بصنع طاولات كرة طاولة ملونة ومميزة للأطفال في SOS. بدأنا بمشروع صغير ونوسعه الآن لتعزيز فهم قيمة الرياضة وكرة الطاولة، ولنوصل رسالة بأن الرياضة قادرة على تغيير الحياة ليس فقط من خلال المباريات والتحديات، ولكن أيضًا من خلال تعلّم المهارات الاجتماعية والتواصلية، وأن “الرياضة للجميع”. هدفي أيضًا هو التطور داخل الاتحاد الدولي ودعم النساء للوصول إلى المراتب التي وصلت إليها، ولكن خطوة بخطوة. فكل من يعتمد على العمل والإصرار، يمكنه تحقيق النجاح.

المصدر: جريدة الجلسة

شارك الخبر عبر منصات التواصل الإجتماعي

تم الاشتراك بنجاح!

إبق على علم بآخر الأخبار عبر الاشتراك بصحيفتنا الإخبارية