في عام ١٩٦٧، تأسس اتحاد الجودو اللبناني بعد سنوات عدة من ممارسة اللعبة وانضمام الأندية والمساهمة في نشرها في المدارس والجامعات.
تم تأسيس الاتحاد من أجل تطوير ونشر اللعبة على جميع الأراضي اللبنانية وتنظيم الأنشطة والبطولات المحلية والدولية المتعلقة بالجودو.
في عام ١٩٦٩، انضم اتحاد الجودو إلى الاتحادين الدولي والأوروبي، وبدأ اللاعبون اللبنانيون المشاركة فيهما.
في عام ١٩٧١، شارك اللاعبون لأول مرة في بطولة العالم في ألمانيا من دون تحقيق نتائج. وفي نفس السنة، نُظّمت أول بطولة لبنانية رسمية. ومن بعد ذلك العام، بدأ الاتحاد في إبراز نفسه متمثلاً بلاعبيه في بطولات عدة مثل الألعاب الأولمبية في ألمانيا عام ١٩٧٢، دورة لبنان الدولية والبطولة العربية الأولى في لبنان عام ١٩٧٤، دورة البحر الأبيض المتوسط عام ١٩٧٥، الخ…
لحد الآن، ما زال الاتحاد يتقدم ويتطور باستمرار بفضل المشاركات الخارجية والدورات التدريبية السنوية التي تصقل المهارات الفردية لكل لاعب، مما أدى إلى تأهيل أكثر من ١٢ لاعبًا ولاعبة إلى الألعاب الأولمبية وإلى بطولات آسيا وغرب آسيا وبطولات الدول العربية.
يُعتبر الجودو من أفضل ٤ ألعاب أولمبية يتم مشاهدتها.
ولعبة الجودو ككل لعبة لديها قوانين خاصة بها وأسس ترتكز عليها من أجل المشاركة في البطولات. فتنقسم على أساس العمر والوزن كالبطولات السنوية المحلية: شباب، ناشئين، أحداث، صغار، صيصان، ما دون الصيصان، إناث، كبار والوزن المفتوح.
تتقرر البطولات المحلية والدولية وفقًا لبرنامج الاتحاد الدولي أو الآسيوي أو العربي، ويضاف إليها بطولات السامبو والكوراش التابعة لاتحاد الجودو، لذلك يُسمّى “الاتحاد اللبناني للجودو وفروعه”.
لا سبيل للمقارنة بين الأمس واليوم، ففي الأمس كان اللاعبون يعدّون على الأصابع، أما اليوم فقد وصل عدد لاعبي الجودو إلى أكثر من ١٥٠٠ لاعب ولاعبة.
تعود المشاركات في بطولة العالم إلى اللاعبين أنفسهم حسب الحضور والجهوزية. فالشروط من أجل التأهل لبطولات العالم هي الفوز في البطولات المؤهلة لتلك البطولة وتجميع النقاط التي يكتسبها اللاعب حسب المركز الذي يحصل عليه، كاللاعب كرم نوب الذي سيشارك في بطولة العالم لوزن ما دون ال٩٠ كيلوغرام، ومن الممكن أيضًا تأهيل الفتاة أكوالينا الشايب بعد شفائها من إصابتها.
بعد نداءات عدة من قبل اتحاد الجودو الذي احتل بين أول ٥ أفضل اتحادات في العالم للتصويت له في برنامج “الجودو في المدارس”، بتاريخ ٢ شباط ٢٠٢٤، فاز لبنان بجائزة “الجودو في المدارس” متفوقًا على اليابان، وهولندا، وأوزباكستان ونيكاراغوا، وتسلم هذه الجائزة في باريس في ملعب بيرسي الشهير الذي يتّسع لأكثر من ٢٠٠٠٠ شخص خلال بطولة “غران سلام” باريس التي تضاهي بطولة العالم.
فبرنامج الجودو للمدارس هو تنشيط لعبة الجودو وتطويرها وتوسيعها دون مقابل في المدارس. فالاتحاد يتحمل تأمين بساط الجودو وبدلات الجودو والمدربين مجانًا.
مدرسة الشانفيل والرسل جونية كانتا أول مدرستان تدعمان ذلك البرنامج ماديًّا لان الاتحاد أصبح بحاجة لداعمين لهذا المشروع؛ فكل الدعم أصبح من اللحم الحي.
فرانسوا سعادة جونيور، لاعب دولي سابق والمدير العام في اتحاد الجودو اللبناني، قال في مقابلة عبر “ريبلاي” مع إيلي نصار على الأو تي في عن فوز الاتحاد بالجائزة: “عندما يتكاتف اللبنانيون، نستطيع الوصول إلى العالمية ونستطيع إثبات أن وجود قضية واحدة وعمل يرفع ليس فقط الاتحاد اللبناني للجودو والرياضة بل يرفع اسم لبنان، لأنه لا شيء أجمل من رؤية لبنان بين تلك البلدان الكبيرة التي واجهناها وحتى فزنا عليها.”
بالإضافة إلى وعد من فرانسوا عبر “ريبلاي”: “أعدكم بتوسيع الجودو في لبنان على قدر المستطاع وليس فقط في منطقة أو إثنتين، بقدر الإمكانيات حسب الدعم والرعايات. فالطموح كبير ولكن علينا أن ننظر إلى أي مستوى ممكن أن نصل إليه. إننا نعمل المستحيل كمثل هذا البرنامج، فمن لا شيء وصلنا إلى العالمية. فأتشكر كل من ساعدنا حتى الوصول للعالمية وأقول لهم: اصبروا! الأيام القادمة جميلة طبعًا على لعبة الجودو والرياضة اللبنانية.”