تغيب المساعي الدبلوماسية ولا تظهر إلا بحدود خجولة في محاولة لإيجاد المخارج وإنهاء الحرب على لبنان، حيث يترك المجتمع الدولي لإسرائيل الحرية في سياسة التدمير التي بدأت في غزة وتستكملها اليوم في لبنان. إلا أن بعض المجتمع الداخلي اللبناني يحمل الدولة المسؤولية عن ما يسميه “مغامرة حزب الله”، فهي التي تركت له الحرية، وبالتالي هي اليوم عاجزة عن وضع خارطة طريق للإنقاذ تلاقي القرارات الدولية.
ومن هذه الرؤية ينطلق الصحفي والكاتب السياسي علي حمادة في حديث إلى “ليبانون ديبايت” في توصيف “المشكلة التي يعاني منها لبنان الرسمي”، سواء على مستوى رئيس حكومة تصريف الأعمال، أو وزير الخارجية، وكذلك رئيس مجلس النواب، حيث باتت وفق معادلة جديدة، فما كان مرفوضاً قبل عام أصبح مقبولاً اليوم، وربما سيصبح بعد فترة مطلوباً أكثر من أي وقت مضى.
وينتقد حمادة لبنان الرسمي، فيصفه بـ”لبنان الفرص الضائعة”، لا سيما أن قرار الحرب هو قرار منفرد لحزب الله، فهو أغفل، برأيه، كافة شركاء الوطن، ولم يتشاور بالقرار مع أحد منهم، ولا حتى مع المؤسسات الدستورية، سواء على صعيد مجلس النواب أو الحكومة.
ويتهم حمادة “رؤساء المؤسسات الدستورية والإجرائية بالتماهي مع حزب الله”، فقد منحوه غطاءً شرعياً بشكل أو بآخر، وفتحوا أمامه باب المغامرة، حيث بدأت بمغامرة لتنتهي بمقامرة. مؤكداً أن حزب الله خسر هذا الرهان، وبالتالي خسر لبنان أيضاً الرهان المبني على مغامرة الحزب.
ووفق هذه المعطيات على أرض الواقع، يعتبر حمادة أننا “أصبحنا اليوم أمام واقع مرير، وبالتالي كل الكلام المنمق الذي حاول رئيس مجلس النواب ومجلس الوزراء نبيه بري ونجيب ميقاتي الخروج به جاء، برأيه، متأخراً. ويأخذ على ندائهم الثلاثي أنه لم يقترن القبول والمطالبة بتنفيذ القرار 1701 بأي إجراء جديّ، ولا بأي خطة عمل وخريطة طريق وإجراءات حاسمة وفاعلة”.
ويذكر حمادة أن “أول الإجراءات وقبل سحب الجيش، هو وقف إطلاق النار بالتزامن مع سحب تام وخروج كافة مقاتلي حزب الله من منطقة عمليات قوات الطوارئ الدولية (اليونيفل)، وإلغاء كل المواقع والبنية التحتية العسكرية من كل هذه المنطقة وفق القرار 1701″، لكنه يقرن هذه الإجراءات بضرورة وضع خارطة طريق، لأن غياب الخارطة يعني أن جميع هذه المحاولات بمثابة “العبث”.
ويغمز حمادة إلى ما يحاول حزب الله القيام به، فهو من جهة يترك للحكومة ورئيس مجلس النواب التفاوض الشرعي لمحاولة الوصول إلى وقف لإطلاق النار، ومن جهة أخرى لا يريد التنازل عن شيء ولا التراجع عن أي شيء، لا سيما على الأرض، وهو يعتقد بأنه قادر على تسجيل نقاط في المواجهة البرية.
ويخلص حمادة إزاء هذه المعطيات إلى أن “جميع المحاولات ستؤول إلى الفشل الذريع، مما سيؤدي إلى إظهار المستوى الرسمي اللبناني وكأنه بعيد كل البعد عن الواقع والأرض”.