صار “اللعب عالمكشوف”، وباتت المعركة الرئاسية مرهونة بالتوافق على مرشّح من خارج الإصطفافات السياسية لإنهاء الأزمة الرئاسية التي لا تزال في مربعها الأول، رغم مرور عام ونيف على الشغور.
خرج القائد السياسي لمحور الممانعة الرئيس نبيه بري بتصريحات نسف خلالها إمكانية التوافق مع محور المعارضة حول إسم توافقي لرئاسة الجمهورية، وفضح ما يدور في كواليسه مع السفراء “الخمسة”، حتى كاد يقول إنهم يريدون فرنجية، وهذا الأمر غير صحيح إطلاقاً.
لكن تصريحات بري الأخيرة هي حكماً لا تخدم مرشحه، بل تضع مزيداً من العراقيل بوجهه، لأن طروحات بري وإصراره على فرنجية يزيد من تعنت المعارضة وإصرارها على رفضه. وبات يمكن القول إن وصول فرنجية للرئاسة يحتاج معجزة تفوق قدرة “الخماسي”.
من جهته، خرج القائد “السياسي” لمحور المعارضة، رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بتصريحات نسف خلالها إمكانية التوافق على ترئيس قائد الجيش العماد جوزف عون. الجنرال حاول كثيراً تفادي السقوط في لعبة المحاور، لكن جعجع أسقطه بها عندما أعلن أن معظم الدول المهتمّة بِلبنان تريد قائد الجيش رئيساً للجمهورية، وأنه، أي جعجع، يريد مرشحاً يستفز حزب الله كما أعلن في برنامج “صار الوقت”.
هذا التراشق الإعلامي بالمرشحين، يزيد من اصطفاف كلّ منهما وإن كان يصبّ نظرياً لصالح الخيار الثالث، إنما انقطاع الحوار بين المحورين لا يسمح لفكرة الخيار الثالث بالتقدّم أبداً. ويبقى احتمال تشبّث كل فريق بمرشّحه الى أن يقضي الله مفعولا،ً هو الأكثر ترجيحاً وتبقى المعركة محصورة بين إسمين ما زال مستحيلاً إيصال أي منهما إلا بتخلّي أحد المحورين عن مرشحه لصالح المرشح الآخر، وهذا غير وارد بعد الأوصاف التي أعطيت للمرشح الرئاسي من قبل رئيس “القوات” سمير جعجع من جهة، وموقف الرئيس نبيه بري من جهة أخرى، والذي قال بأن الخماسية لا تتبنى مرشحاً معيناً، وأنها لا تضع فيتو على أي مرشح.
فهل تأتي التسوية الخارجية على خلفية حرب غزة بكلمة السرّ لكسر الجمود الرئاسي، أم أننا ذاهبون إلى تحقيق رقم قياسي للفراغ يتجاوز السنتين ونصف التي أمضاها لبنان بين أيار 2014 وتشرين الأول 2016؟