أعلن حزب الله، أمس الثلاثاء، عن تعيين نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب، خلفاً للأمين العام السابق الشهيد السيد حسن نصرالله، الذي اغتالته إسرائيل في 27 أيلول الماضي. وقد أثار هذا التعيين العديد من التساؤلات حول دلالاته وأبعاده، خاصة في ظل التوترات الإقليمية الراهنة.
أشار المحلل السياسي قاسم قصير، في مداخلة مع قناة “العربية/الحدث”، إلى أن تعيين نعيم قاسم في هذا التوقيت يحمل رسائل متعددة للداخل اللبناني والخارج، تؤكد أن حزب الله يعمل على ترتيب صفوفه الداخلية ولا ينتظر نهاية الحرب لترتيب البيت الداخلي. كما أوضح أن الإعلان عن التعيين يفند الشائعات التي تروّج لتدخل ضباط إيرانيين في إدارة معارك الحزب، مشدداً على أن الحزب يدير أموره بنفسه.
أضاف قصير أن قيادة حزب الله، وعلى رأسها نعيم قاسم، تقود وتدير المعارك من قلب لبنان، مؤكداً أن الشائعات التي ترددت حول خروج قاسم إلى إيران مع وزير الخارجية الإيراني، هي محض تكهنات وإشاعات روجتها إسرائيل لاختبار ردود الفعل. وأكد قصير أن قاسم يواصل مهامه من لبنان رغم التهديدات، مشيراً إلى أن الوجود في الخارج لا يضمن بالضرورة السلامة من الاغتيالات، مستشهداً باغتيال إسماعيل هنية في طهران وقاسم سليماني في بغداد.
يرى المحلل السياسي أن اختيار قاسم في هذا المنصب يعزز دور الحزب في المفاوضات السياسية، ويمنحه ثقلاً كبيراً في المرحلة القادمة، خاصة في ظل مساعي وقف إطلاق النار مع إسرائيل. ويعتقد أن الحزب يسعى للمفاوضات تحت قيادته المباشرة وبالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، مما يمنحه مرونة أكبر في التعامل مع التحديات المقبلة.
يبلغ نعيم قاسم من العمر 71 عاماً، وهو حائز على دراسات عليا في الكيمياء، وسبق له أن عمل مدرساً للمادة في ثانوية حمانا شرق بيروت. ارتبط اسمه بنصرالله لعقود طويلة، حيث كان نائباً له وتولى العديد من الملفات الحساسة، أبرزها الملف الحكومي والنقابي، الذي يعتبر عصباً أساسياً للحزب في المؤسسات الرسمية.
منذ اغتيال نصرالله، ألقى قاسم عدة خطابات، شدد فيها على أن قدرات حزب الله “بخير”، وأن الحزب استكمل هيكليته بعد تعويض القادة الذين فقدهم، مؤكداً دعمه للجهود السياسية لوقف إطلاق النار. يُذكر أن قاسم لم يكن من الأسماء المتوقعة لخلافة نصرالله، إلا أن اغتيال إسرائيل لعدد من الشخصيات البارزة، وعلى رأسهم هاشم صفي الدين، قلّص الخيارات المتاحة أمام الحزب.