الهجوم الإسرائيلي فشل في بدايته… والترددات الدبلوماسية تشي بذلك!

التاريخ: 13 تشرين الأول 2024
الهجوم الإسرائيلي فشل في بدايته… والترددات الدبلوماسية تشي بذلك!

اخبار الجلسة متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب... اضغط هنا

اضغط هنا

ترسم المعارك البرية خطاً مخالفاً لنهج التدمير الذي يتقنه سلاح الجو الإسرائيلي، حيث تثبت المقاومة اليوم قدرتها على صد العدو وتتمكن منه بالميدان، مما يحول دون تقدمه في الأرض المحروقة التي يسعى إليها.

ويوضح العميد المتقاعد ناجي ملاعب في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن 4 فرق تحارب عند الحدود مع لبنان وتم نجدتها أمس بفرقة خامسة. فإذا كانت فعلاً تتقدم بهذه الأرض المحروقة وبكل ما تملك من وسائل تدميرية، فمن الممكن أن تأسر 100 عنصر وليس عنصراً واحداً.

ولفت إلى التشكيك برواية الأسر، ولكن في حال تم أسر عنصر فعلياً، فهذا أمر طبيعي في ظل هذا التقدم. ولكن في خلاصة الجبهة حتى اليوم، فالمرتفعات المشرفة على الجنوب اللبناني لا تزال بيد المقاومة، وما زال العدو الإسرائيلي يحاول الوصول إلى مارون الراس لأنه أعلى قمة في المنطقة، إلا أنه لم يصل إلا إلى هضبة لناحية الجولان المحتل، حيث دمر فيها تمثال سليماني ورفع فيها العلم، لكنها ليست مشرفة على الجنوب اللبناني. ولم يستطع الوصول إلى مارون الراس، وكذلك في اللبونة التي تعلو 400 متر عن سطح البحر، ولم يستطع الوصول إلى هذه المنطقة أيضاً.

وكذلك في رأس الناقورة، لديه اليوم ما يقارب 20 عنصرًا ما بين قتيل وجريح. وبالاعتراف من قبل الإعلام الإسرائيلي، هناك حوالي 100 جريح تم نقلهم إلى مستشفى في حيفا. يبدو أن بعد 12 يومًا من محاولة إسرائيل التقدم، فإن مرحلته الأولى هي مرحلة نزع الألغام وتنظيف المنطقة وتمشيطها على مسافة ما بين 500 إلى 1000 أو 2000 متر تمهيداً لدخول القوة النارية المتمثلة بالدبابات والمصفحات والآليات، ولكنه لم ينجح حتى الساعة، إلا أنه قد ينجح باختراق ما.

ولكنه يشير إلى ما يجب أخذه بعين الاعتبار، وهو أن حزب الله لا يقاوم للمرة الأولى بهذه المنطقة، فهو استطاع إنشاء بنية تحتية لهذا القتال عند دخول العدو، وثبت أنه يستخدم أسلحة وتقنيات هامة جداً بقتاله، ومنها الألغام والمتفجرات والأسلحة النارية وصواريخ الكورنت، أي أن لديه أسلحة هامة لهذا الميدان.

ورغم انتشار اليونيفيل في المنطقة والتقنيات التي تملكها، إلا أن حزب الله، برأيه، استطاع العمل بشكل خفي عن عيون اليونيفيل أولاً وعن عيون ما قد يحصل مستقبلاً مع العدو، لذلك يعتبر أن جهوزيته لا تزال قوية. وحزب الله، رغم كل ما تعرض له من قبل العدو، هذه المقاومة تنتشر بطريقة لامركزية، أي ليس لديها علاقة بمركز أساسي، لأن من يريد تدميرها هو متفوق عليها بشكل دائم، لذلك تخفي قدراتها. لذا، الانتشار العسكري على الجبهة هو أفقي وليس هرمي.

يوضح أن المقاومة اليوم تنتشر أفقياً، بالمقابل، العدو مجند بأحدث أنواع الأسلحة، ولكن معنوياته هابطة، لا سيما بعد أن قُتل 7 من أصل 8 لدى دخولهم، بينهم ضباط نقباء ورائد، أي لذلك يشعر الجنود بالخوف.

أما عن تقييمه للميدان اليوم، فيستذكر تعبيراً للمقاومة هام جداً: “لا يعنينا الجغرافيا بقدر ما يعنينا استنزاف العدو”، بحيث ينقل كل يوم جرحى وقتلى إسرائيليين، بمعنى أنه يلعب على الداخل الإسرائيلي ويدفعه لسؤال حكومته: “في سبيل ماذا تقتلون أولادنا؟” لا سيما أن الصواريخ لم تتوقف حتى من غزة.

ويلفت إلى تغيير في الموقف الدولي حتى من القوى الداعمة لإسرائيل، التي تشير إلى أن هناك مكاناً للدبلوماسية. وهذا ما لاحظناه من خلال الاتصال الذي استمر 40 دقيقة بين وزير خارجية أميركا والرئيس نبيه بري، وكذلك مع الرئيس نجيب ميقاتي، فهو لم يكن مضطراً للاتصال لو حقق الإسرائيلي أي تقدم في الجنوب.

ويقول: “ما يجب التركيز عليه اليوم هو أن فريدريك هوف، الذي وضع عملاً خطة الترسيم البحري وجاء بها عام 2012، وهو نفسه اليوم يتكلم ويطالب بتنفيذ حالة تقع ما بين القرار 1701 أي الخط الأزرق واتفاقية الهدنة 1949”.

ويعتبر أن هذا الكلام عن العودة إلى اتفاقية الهدنة أي إعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا إلى السلطة اللبنانية هو بحد ذاته نصر كبير وتغيير للحالة الإسرائيلية واستجابة أميركية لمطلب لبناني بترسيم الحدود برية وفق اتفاقية الهدنة 1949.

يذكر أنه سُرب عن هوكشتاين أنه يجب البحث بالخط الأزرق وإذا ما كان هناك تبادل أراضٍ ما بين لبنان وإسرائيل، فإذا كان مجرد الكلام في هذا الاتجاه، فهذا يعني أن الهجوم الإسرائيلي فشل في بدايته.

ولا يدعي العميد ملاعب بأن ميزان القوى مع المقاومة، لأن إمكانات إسرائيل رهيبة جداً وما تقوم به من مجازر وقتل وتهجير، ولكن الكلمة للميدان الذي على ما يبدو بدأ يعطي كلمته من الترددات الأميركية التي نسمعها عبر الدبلوماسيين أو عبر سياسيين رسميين.

شارك الخبر عبر منصات التواصل الإجتماعي

تم الاشتراك بنجاح!

إبق على علم بآخر الأخبار عبر الاشتراك بصحيفتنا الإخبارية