على الرغم من تدحرج الوضع الميداني في الساعات الماضية نحو التصعيد على الجبهة الجنوبية، إلاّ أن المعادلة العسكرية قد باتت ثابتة من حيث الوظيفة التي حددها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، والتي تتلازم مع هوامش عدة، أبرزها إبقاء الباب مفتوحاً أمام احتمالات الحرب الكاملة أو الشاملة.
هذا الواقع، استدعى استمرار الإنشغال والتحليل والتكهن بما وراء الخطاب الأخير للأمين العام، خصوصاً وأنه رسم أهدافاً وحدوداً واضحة للمرحلة المقبلة، لم يُسقط فيها مواجهة العنصر الجديد في المواجهة وهو الأساطيل الأميركية في المنطقة، والذي يدفع باتجاه طبيعة مختلفة وجديدة من الحرب والمواجهات والإستراتيجيات السياسية والعسكرية في آنٍ.
ومن ضمن هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، أن الخطاب الأخير للسيد نصرالله، قد حدد رؤية “حزب الله” واستراتيجية المقاومة لما حصل ولما سيحصل في المرحلة المقبلة. وبالتالي، يقول المحلل قصير لـ”ليبانون ديبايت” إن السيد نصرالله أبقى على سياسة الغموض على الصعيد الميداني، مؤكداً أن هناك خيارات أخرى يمكن اللجوء إليها، وبالتالي، فإن الذهاب إلى حرب إقليمية أمر وارد بالتوازي مع احتمال الذهاب إلى أسلحة أخرى في المواجهات.
والإستنتاج اللافت، كما يؤكد قصير، أن الأمين العام كان واقعياً في كلامه الذي حمل أكثر من رسالة في اتجاهاتٍ عدة، أبرزها الرسالة التي وجهها إلى الدول العربية وخصوصاً مصر والأردن، بأن البلدين معنيان أيضاً بالحرب على غزة، كما وجه رسالةً واضحة للأميركيين، وبأنه يمكن استهداف الأميركيين.
كذلك ، فقد قدم الأمين العام، يقول قصير، تقييماً كاملاً لما أنجزه الحزب حتى الآن مع بقية قوى المقاومة، وحدد أهدافاً معينة للمرحلة المقبلة وهي وقف الحرب وانتصار قوى المقاومة.
أمّا الحرب الشاملة، فلم يستبعدها نصرالله، وفق ما يتحدث قصير ، الذي يشير إلى أنها قد تقع في حال قام الإسرائيلي بهجومٍ على لبنان.
والهدف من الإبقاء على الغموض في موقف “حزب الله” في إطلالة السيد نصرالله، فيعيده قصير، إلى قرارٍ بإبقاء كل الإحتمالات واردة، بالتوازي مع القول إن القرار في غزة كان لحركة “حماس”، يهدف للتأكيد على أن ما قامت به وتقوم به دفاعاً عن الشعب الفلسطيني وليس لخدمة إيران أو “حزب الله”.