حذّر الكاتب Max Boot في مقالة نشرت في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية من أن إسرائيل قد تتخذ خطوات تفوق قدرتها، وقد تكتشف حدود قوتها العسكرية.
واعتبر أن إسرائيل بدأت بالفعل باتخاذ إجراءات قد تكون أكبر من طاقتها، مشيرًا إلى أن الغطرسة التي تتسم بها تصريحات بعض المتشددين داخل وخارج إسرائيل تُعد مصدر قلق.
وأوضح، أن بعض هؤلاء المتشددين يحثون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على اغتنام الفرصة لإعادة رسم خارطة المنطقة بأكملها. واستشهد بما نشره رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت على وسائل التواصل الاجتماعي حول ضرورة التحرك الفوري لتدمير البرنامج النووي الإيراني ومنشآته الرئيسية للطاقة، و”شل” النظام الإيراني.
وأشار الكاتب إلى، أن هناك حديثاً متداولاً عن إمكانية فرض إسرائيل نظاماً جديداً في الشرق الأوسط، مستشهداً بتصريح لنتنياهو ألمح فيه إلى أن “تغيير النظام في إيران قد يأتي أسرع مما يتوقع الناس”.
لكن الكاتب نبّه إلى أن مثل هذه الخطط سبق وأن طُرحت في الشرق الأوسط دون أن تنجح، مسلطًا الضوء على تجربة إسرائيل في لبنان عام 1982، حين أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن ووزير الحرب أرييل شارون باجتياح لبنان، مما أدى إلى مستنقع عسكري استمر 18 عامًا. كما أشار إلى الغزو الأميركي للعراق عام 2003، عندما حاولت إدارة جورج بوش الابن فرض نظام “ديمقراطي” موال للغرب في المنطقة بعد هجمات 11 أيلول. وكانت النتيجة حينها صراعاً مفتوح الأمد أدى إلى تحول المحررين إلى محتلين، وفق تعبير الكاتب.
وأكّد أن نتنياهو يجب أن يأخذ في الاعتبار هذه التجارب الفاشلة قبل أن يوسع نزاعاً تسبب بالفعل في دمار هائل. كما شكك في قدرة إسرائيل على تدمير المنشآت النووية الإيرانية التي تتمتع بتحصينات عميقة تحت الأرض، مؤكداً أن إسرائيل تفتقر إلى الأسلحة اللازمة مثل القنابل الخارقة للخنادق والقاذفات الثقيلة.
وتحدث عن، احتمالية أن ترد إيران على أي هجوم إسرائيلي، مشيراً إلى أن طهران قد تستهدف البنية التحتية النفطية لدول عربية مثل السعودية أو تغلق مضيق هرمز، مما قد يؤدي إلى حرب إقليمية أوسع.
وفي ختام المقالة، حذر الكاتب من أن توسع النزاع قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط وتراجع الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن نتنياهو قد يسعى لاستغلال ذلك في مسعى لإعادة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكنه نبه إلى أن على نتنياهو أن يتذكر أن الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، سيبقى في منصبه حتى 20 كانون الثاني القادم، وأن إسرائيل تعتمد على الحماية العسكرية الأميركية.