رغم تجدد الحراك في شأن الإستحقاق الرئاسي على مستوى المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية أو على مستوى مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري المتجددة، لا تشير المعطيات إلى احتمال حصول أي اختراق في الجدار المسدود الذي يمنع انتخاب رئيس جمهورية جديد فيما الفراغ الرئاسي سيكمل السنتين في 31 تشرين الأول المقبل.
وردّ قطب نيابي بارز استمرار الفراغ إلى عدم حصول أي تبدل إيجابي في مواقف الأفرقاء السياسين، من شأنه أن يساعد على الإتفاق على انتخاب الرئيس. فهذه المواقف ما تزال غارقة في السلبية، ويزيد في سلبيتها رهانات بعض هؤلاء الأفرقاء على تطورات خارجية يعتقدون أنها ستغلّب مرشّحهم على المرشّحين الآخرين. ومن أبرز الدلائل على السلبية، الموقف الأخير لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الذي ألقى فيه باللائمة على الرئيس نبيه بري و”حزب الله”، واتهمهما بتعطيل الإستحقاق الرئاسي عبر القول إن انتخاب الرئيس لا يمرّ عبر حارة حريك وعين التينة.
وقال هذا القطب النيابي لـ”ليبانون ديبايت” رداً على سؤال عن إمكانية انتخاب رئيسٍ في الظروف الداخلية والإقليمية الراهنة: “لقد بات علينا أن نحافظ على كرسي رئاسة الجمهورية قبل أن ننتخب الرئيس الذي سيجلس على هذا الكرسي”.
وتحدث عن “مخاوف حقيقية من خطرٍ على مصير النظام والجمهورية ككل نتيجة استمرار الإنسداد السياسي الداخلي والإنهيار الإقتصادي والمالي، فالبلد يتراجع يومياً على كل المستويات ولا يتقدم وإداراته ومؤسساته يتآكلها الفراغ المتنقل في ما بينها مشفوعاً بإنعدام التوافق ولو بالحدّ الأدنى على ملء هذا الفراغ أو تلافي اتساعه، إذ أن الخلاف وانعدام التوافق الذي يمنع انتخاب الرئيس بالتوافق أو بـ”التنافس التوافقي”بين مرشّحين أو أكثر، ينعكس خلافاً على ملء أي فراغ طارئ أو بحكم التقاعد في أي إدارة عامة بدليل ما حصل في التعيينات العسكرية حيث أن رئيس أركان الجيش المعيّن لا يزال يعاني من تشكيك في قانونية القرار الحكومي بتعيينه في منصبه حتى اللحظة.