تشي المعطيات المُستقاة من مصادر سياسية واسعة الإطلاع، بأن دينامية ديبلوماسية غربية وعربية وخليجية، انطلقت منذ ليل العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت وعلى العاصمة الإيرانية، للحؤول دون الإنزلاق إلى دوامة التصعيد في المنطقة بنتيجة الردود الإنتقامية لكل من “حزب الله” وإيران، على إسرائيل بعد اغتيالها رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية والقائد العسكري في الحزب فؤاد شكر.
وعلى خطّ بيروت – طهران، نشطت حركة اتصالات وراء الكواليس في سياق تنسيق الموقف وتالياً الرد وإنما من دون تسريب أي إشارات على طبيعة ومكان وزمان هذا الرد، وتحديداً حول ما إذا كان سيأتي من ضمن جبهة واحدة تتوحد فيها ساحات المحور من أجل توجيه ردٍ “موجع” لإسرائيل.
وتقول المصادر السياسية المطلعة ل”ليبانون ديبايت”، إن هذه الدينامية قد نجحت في التخفيف من منسوب التوتر في المنطقة، إلاّ أنها تكشف بأن ما من نتائج جدية وعملية قد تمّ التوصل إليها، فيما أتت المبادرة الثلاثية حول الدعوة إلى اجتماع مرتقب لاستئناف مفاوضات التهدئة في غزة، بمثابة المعبر إلى مرحلة خفض التوتر واحتواء تهديدات الحرب الإقليمية.
ولكن إلى اليوم، فإن ما حصدته الوساطات والإتصالات، لم يتخط التكهنات، من دون تحقيق أي نتيجة، وذلك على مستوى التخفيف من إصرار “حزب الله” على الردّ، إنطلاقاً من معادلة ثابتة لديه بأن “العدو الإسرائيلي لا يفهم سوى بلغة القوة، والتجربة اللبنانية أساسية في الصراع معه”.
وعن العودة إلى طاولة المفاوضات لإرساء وقف للنار في غزة قد ينسحب على جنوب لبنان، وتأثير التهدئة على ردّ الحزب على اغتيال شكر، فإن المصادر ترى أنه في حال لم تأخذ الأسرة الدولية، موقفاً من الكيان الإسرائيلي، ولم تصل إلى حدود المحاسبة وإنزال العقوبات بحقه، ولو بالحدود الدنيا، أمام ما ارتكبه من جرائم ومجازر كان آخرها بالأمس في غزة، فإن الواقع لا يشجع على إمكانية الوصول إلى تفاهمات سريعة.
وممّا تقدم، لا تُخفي المصادر أن احتمالات الحرب مرتفعة، طالما لم تنتف مستويات ومسببّات المحاسبة الدولية على ما ارتكبه العدو الإسرائيلي من ارتكابات واعتداءات من غزة إلى لبنان فالعراق وإيران واليمن.