كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، تفاصيل عن الظروف التي عاشها الرهينة فرحان القاضي، الذي أعلن الجيش تحريره من داخل أحد أنفاق غزة، الثلاثاء.
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، أن القاضي “بقي في ظلام تام خلال فترة احتجازه داخل أحد أنفاق قطاع غزة”، وكان “يستحم مرة واحدة شهريًا”.
وأوضحت أن الخاطفين “زرعوا متفجرات داخل النفق الذي كان محتجزا به، قبل أن يغادروا لدى إدراكهم أن الجيش الإسرائيلي اقترب من الوصول إلى النفق”.
وذكرت الصحيفة نقلا عن تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، أنه قبل أسبوعين من عثور الجيش على القاضي (52 عاما)، غادر الأفراد الذين كانوا يحتجزونه داخل النفق، وتركوا له فقط القليل من الخبز، وذلك بعدما سمعوا أصوات حفر ومحاولات دخول للنفق من جانب الجيش الإسرائيلي.
وأضاف التقرير أن المسلحين الذين كانوا يحتجزونه “زرعوا متفجرات داخل النفق لدى مغادرتهم، لضمان أنه لن يهرب حيًا، لو حاول الفرار”.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية، حينما دخلت القوات الإسرائيلية إلى النفق، طالبت القاضي بتحديد هويته، وأبلغهم الأخير بوجود متفجرات داخل النفق.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، تحرير القاضي من داخل نفق في جنوب قطاع غزة، وأشار إلى إنه لا يمكن نشر المزيد من التفاصيل في هذه المرحلة “بسبب قضايا تتعلق بأمن الرهائن، وأمن قواته، وأمن الدولة”، لكنه وصف عملية الإنقاذ بأنها “معقدة”.
والقاضي (52 عامًا)، من مدينة رهط الجنوبية، وكان يعمل حارسًا في مصنع تعبئة في كيبوتس ماغين في 7 تشرين الاول، حين تم اختطافه من قبل حماس، خلال الهجوم غير المسبوق على إسرائيل.
وأوضح القاضي أنه خلال الفترة الأولى من اختطافه، “احتُجز في شقة مع عدد من الرهائن، قبل أن يتم نقله إلى أحد الأنفاق”.
وقال في حديثه للقناة 12: “بعد حوالي شهرين، نقلني الإرهابيون إلى نفق. كنت وحيدا هناك، وحولي فقط الإرهابيين. لم أكن أعرف الليل من النهار”، مضيفًا: “كان الإرهابيون ملثمين، ومنحوني الطعام الذي كان عبارة عن شرائح من الخبز. كان الطعام قليلا جدا”.
ويُعتقد أن 104 من المختطفين الـ251 لدى حماس منذ السابع من تشرين الاول ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 34 شخصًا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم، وفق تايمز أوف إسرائيل.
وأطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر تشرين الثاني، و4 آخرين قبل ذلك. بينما أنقذت القوات الإسرائيلية 8 رهائن أحياء، وتمت استعادة جثث 30 رهينة، من بينهم 3 قتلوا عن طريق الخطأ على يد الجيش أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، امس الأربعاء، انتشال جثة جندي، موضحا أنه لقي مصرعه أثناء القتال في السابع من تشرين الاول، منوها بأن الجثة تم نقلها إلى داخل قطاع غزة.
وعلى صعيد المفاوضات لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن، قالت وكالة رويترز إن مفاوضين من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر اجتمعوا في الدوحة، امس الأربعاء، لإجراء محادثات “فنية وعلى مستوى فرق العمل”.
وفي سياق متصل، جددت مصر، الإثنين، رفضها أي تواجد لقوات اسرائيلية على حدودها مع قطاع غزة، حسب ما نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” المقربة من السلطات، عن مصدر مصري رفيع المستوى.
وقال المصدر إن “مصر جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي تواجد إسرائيلي بمعبر رفح أو محور فيلادلفيا”، في إشارة إلى أطراف المفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى هدنة لوقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وأضاف: “مصر تدير الوساطة بين طرفي الصراع في غزة بما يتوافق مع أمنها القومي، وبما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني”.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قد أكد قبل أيام تمسكه بتحقيق “جميع أهداف الحرب” قبل وقف إطلاق النار، معتبرا أن “هذا يتطلب تأمين الحدود الجنوبية” للقطاع مع مصر.
وجاءت تصريحات المصدر المصري فيما تُبذل جهود دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتجنب حرب أوسع نطاقا، في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، والقائد العسكري لحزب الله – المصنف على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة ودول أخرى – فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية.
واستندت المحادثات، التي استضافت القاهرة أحدث جولاتها، إلى الإطار الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن، في أواخر مايو، ووصفه بأنه مقترح إسرائيلي.