أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في كلمته خلال الحفل التأبيني للقيادي في حزب الله فؤاد شكر، إلى أنّ “العدو قد يلجأ أثناء الاحتفال والكلمة إلى خرق جدار الصوت فوق الضاحية من أجل استفزاز وإخافة الموجوين في الاحتفال، وهذا يدل على أنَّ “عقلاتو كتير صارو صغار”، ولو حصل ذلك يردّ عليه في الشعار المناسب”.
ولفت، في كلمته خلال الاحتفال التأبيني الذي يُقام في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى أنّه “لدينا أبناء وأحفاد من الجيل الأول من القادة متواجدون في جبهات المقاومة، يقاتلون ويتقدمون إلى ساحة الجهاد”، و” هنا تكمن قوتنا في الاستمرار، فالنيل من القادة الكبار لن يمسّ بعزمنا وتصميمنا على مواصلة الطريق”.
وقال السيد نصرالله: “القائد الشهيد السيد فؤاد شكر من الجيل المؤسس للمقاومة ولكن هو إضافة إلى ذلك من القادة المؤسسين”، مضيفًا “السيد محسن كان موجوداً في معارك المقاومة الأساسية في موقع القيادة”، مضيفًا “في إدارة جبهة الإسناد اللبنانية، كان السيد محسن يتابع ويقود ويدير ويواصل العمل”، وهو “من العقول الاستراتيجية في المقاومة وكان تكتيكياً بامتياز”، موضحًاا أنّ “على المستوى العقلي والذهني والفكرى، كان للسيد محسن ثقافة دينية واسعة، وأيضاً لديه ثقافة عامة واسعة وقدرة بيان جيدة جداً”.
وشدد على “أننا نعترف بحجم الخسارة وخسارتنا للسيد محسن كبيرة جدًا، ولكن هذا لا يهزّنا على الإطلاق والدليل استمرار العمليات”، كما أكّد أنّ “لا شكّ أن استشهاد القائد اسماعيل هنية خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني ومحور المقاومة وهو أوجَبَ الحزن والغبطة، لكن هذا لا يضعفنا”.
وأشار السيد نصرالله، إلى أنّ “في الأيام والأسابيع الماضية حصلت أحداث وتطورت ظروف تساعد بقوة على فهم حقيقة الأهداف التي تسعى إليها حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو المتطرفة والمجرمة”، لافتًا إلى تصريح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش حول قتل الفلسطينيين.
وذكر أنّه “هناك شبه اجماع كبير في كيان العدو على رفض اقامة دولة فلسطينية بمعزل عن طبيعة هذه الدولة وهذا تطور مهم لكل من لا يزال يراهن على مسار تفاوضي لحل القضية الفلسطينية”، مضيفًا “نتانياهو يُصرّ على عدم وقف إطلاق النار في غزة لأنّه لديه مشروع في القطاع وهو اقتلاع أهل غزة منها والسيطرة الأمنية على القطاع”، مجددًا التأكيد على أنّ “الإسرائيلي يرفص إقامة دولة فلسطينية حتة ولو في غزة”، كما تطرّق إلى المشروع الإسرائيلي “في الضفة الغربية لتوسيع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين باتجاه الأردن تمهيدًا لضم الضفة”.
وأكّد السيد نصرالله، أنّه “إذا انتصر نتانياهو وحكومته والتحالف الأميركي الصهيوني على المقاومة الفلسطينية في غزة فالنتيجة أن تأتي إسرائيل المجرمة لتتسيّد المنطقة، وهنا يوجد مخاطر يجب إعادة الانتباه إليها. إضافة إلى ذلك يوجد النفاق الأميركي”.
وأوضح أنّ “الآن، في ظل الحديث عن رد من إيران أو حزب الله أو اليمن أو المحور، فإنّ الولايات المتحدة الأميركية وأساطيلها تتقدّم للدفاع عن “إسرائيل” في رسالةٍ علنية” مشددًا على أنّ “إسرائيل لم تعد قوية كما كانت”، مشيرًا إلى أنّ “إسرائيل الخائفة والمنتظرة لرد إيران وحزب الله تستنجد الأميركي”.
وشدد السيد نصرالله على أنّه “إذا هُزمت المقاومة في غزة لا سمح الله، وهي لن تُهزَم، فإن المقدّسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين ستصبح من الماضي”، مضيفًا “لا يُواجه الخوف بدسّ الرأس في التراب والانحناء للعاصفة، لأن العدو أصبح يقاتل بلا قواعد وبلا خطوط حمراء”، لافتًا إلى أنّ “المسؤولية الآن هي المقاومة والتصدي وعدم الخضوع”.
وأكّد أنّ “هدف المعركة الحالية هو منع إسرائيل من الانتصار والقضاء على القضية الفلسطينية. هذه المواجهة لها أفق انتصار تاريخي كبير”، موضحًا أنّ إسرائيل ما زالت في وضعٍ صعب حتى ما بعد اغتيال اسماعيل هنية والقيادي فؤاد شكر، بل “هي أصبحت في وضعٍ أصعب وفق اعترافها”.
وأضاف السيد نصرالله “ندعو المقاومة في غزة والضفة الغربية إلى المزيد من الصبر والصمود. دعواتنا إلى جبهات الاسناد في لبنان واليمن والعراق إلى مواصلة العمل. دعوتنا مجددًا إلى الدول العربية والإسلامية إلى أن تعيد النظر في موقفها أمام المخاطر التي تهدد المنطقة”، مشيرًا إلى موقف إيران وسوريا “الثابت”، موضحًا أنّه “ليس مطلوبًا من سوريا أن تدخل في المعركة نظرًا إلى ظروفها”، موضحًا أنّ “المطلوب من إيران وسوريا هو الدعم المادي والعسكري والسياسي وموقفهما صامد ولم يتغير”.
وتابع “أدعو الشعب اللبناني إلى أن يدرك حجم المخاطر القادمة فهم لا يعرفون بعد ما يُرسم للمنطقة. وبعض الناس في لبنان أقول لهم يجب أن تخافوا إذا انتصرت إسرائيل وليس المقاومة”، كما دعاهم إلى “عدم طعن المقاومة”، موضحًا أنّ “المقاومة ليس في وارد أن توظف أي انتصار لها في الداخل اللبناني”.
وحول اغتيال هنية وشكر وقصف الحديدة في اليمن، قال السيد نصرالله: “إيران وحزب الله سيردان كما اليمن والعدو ينتظر ويحسب كل صيحة عليه هي الرد”، مشيرًا إلى أنّ “القدرة (على الرد) موجودة والتصرف برويّة وشجاعة”، مشددًا على أنّ “انتظار العدو على مدى أسبوع هو جزء من المعركة والعقاب”.
وكشف السيد نصرالله، أنّ “المصانع الإسرائيلية في الشمال يمكن تدميرها خلال ساعة واحدة”.
وأشار إلى أنه “اتخاذ العدو قرار خوض حرب واسعة معقد ولو كان مشروع نتانياهو الحرب مع لبنان لكان ذهب إلى حرب مع لبنان وهو ليس بحاجة إلى ذريعة”.
وعن حادثة نهاريا، قال “المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اعترف بأنّ السبب هو صاروخ اعتراضي. الجيش الإسرائيلي ملزم بالاعتراف في نهاريا فهم إسرائيليون ولا يوجد مشروع فتنة. أما في مجدل شمس فهو لا يجرؤ على قول الحقيقة”.
وأضاف “الوفود تأتي اليوم، وبعض هذه الوفود من جهات وقحة لم تقوم بإدانة قتل الأطفال واغتيال الشهيد القائد هنية في طهران، وحين نقتل ينظّر علينا بالهدوء”، مشددًا على أنّ “ردنا آت إن شاء الله، وحدنا أو مع المحور. هذه معركة كبيرة وأي تكن العواقب لا يمكن أن تمر عليها المقاومة”.
وأشار السيد نصرالله إلى “أننا نتحدث اليوم بمسؤولية وعن مستقبل سنصنعه سويًا بصبرنا وتحمّلنا وتوكلنا على الله ودماء شهدائنا”، مضيفًا “نحن حريصون في لبنان على وطننا وأهلنا ولكن لا يُمكن أن نُطالب من أحد بأن نتصرف مع العدوان بأنه ضمن سياق المعركة القائم منذ 10 أشهر”، مضيفًا “العدو الإسرائيلي هو الذي اختار التصعيد مع لبنان وإيران”.
وشدد الأمين العام لحزب الله، على أنّ “ردنا آت وسيكون قويًا ومؤثرًا وفاعلًا، وبيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان”.