خاص – جريدة الجلسة
يعد العنف ظاهرة اجتماعية شائعة في المجتمعات المختلفة بأنه يسبب الكثير من الأضرار الجسدية والنفسية للضحايا، وقد يترك آثاراً سلبية على المجتمع بأكمله. كما يعتقد الكثيرون بشكل خاطئ أن العنف ينحصر فقط في العنف الجسدي، ويتجاهلون أشكال العنف الأخرى المتعددة التي يمكن أن تسبب أذى للأشخاص. وفي هذا الصدد أجرت جريدة “الجلسة” حوارًا خاصًا مع مختصة بالعمل الاجتماعي التي شرحت لنا أنواع العنف وآثارها على النفسية:
بدايةً ان العنف الجسدي يعني استخدام القوة الجسدية لإلحاق الأذى بالآخرين، ويشمل الصفع والضرب والركل والعض والحرق والتعذيب والقتل. ويتسبب هذا النوع من العنف في الإصابات الجسدية والندوب والتشوهات الجسدية وأحياناً يؤدي إلى الموت، بالأخص عند استخدام الحرق أو الأسلحة النارية أو الأسلحة الحادة، وغيرها. من الأمثلة الواقعية للعنف الجسدي، يمكن ذكر تعرض الأطفال للضرب من قبل والديهم، أو تعرض النساء للعنف المنزلي من قبل شركائهن، أو تعرض المحتجزين في السجون للتعذيب والإيذاء الجسدي.
والعنف النفسي أيضا يعتبر شكلًا خطيرًا من أشكال العنف… لا يختلف أحد على أن العنف الجسدي هو أحد أشكال العنف الذي يتضمن استخدام القوة البدنية، ويمكن أن يتسبب في إيذاء وإصابة الشخص المستهدف. ومع ذلك، العنف النفسي يمكن أن يكون أكثر إيذاء وتأثيرًا على الضحية من العنف الجسدي. فالعنف النفسي يتسم بالتحكم والإيذاء العاطفي والنفسي، ويشمل الإهانة والتهديد والتقليل من شأن الضحية وإحساسها بالذنب والخوف والعزلة. ومن الممكن أن يؤدي هذا النوع من العنف إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق وانخفاض تقدير الذات والإصابة بالإجهاد النفسي، وتلف العلاقات الاجتماعية والعملية. إن العنف النفسي قد يكون أصعب في التعرف عليه وتحديده، حيث لا يترك آثارا جسدية واضحة كالكدمات أو الجروح الظاهرة. وهذا يجعل من الصعب على الضحية التعرف على أنها تتعرض للعنف وطلب المساعدة.
والعنف الجنسي يتضمن استخدام القوة أو التهديد بالقوة لإجبار الضحية على ممارسة النشاطات الجنسية ضد إرادتها. بالإضافة إلى استغلال الضحية جنسيا أو إجبارها على مشاهدة أو المشاركة في النشاطات الجنسية دون إرادتها أو موافقتها، وقد يتم ذلك بطرق مختلفة مثل الاعتداء الجنسي، والتحرش الجنسي، والإساءة الجنسية، وغيرها. وتعد آثار العنف الجنسي على الضحية خطيرة وتشمل الصدمة النفسية، والاكتئاب، والقلق، واضطرابات النوم، والتوتر العاطفي، والشعور بالذنب والعار، وفقدان الثقة في الذات والآخرين. كما يمكن أن يؤدي العنف الجنسي إلى إصابات جسدية خطيرة وأمراض مثل الأمراض المنقولة جنسيًا والحمل.
أما العنف الاقتصادي، هو نوع من أنواع العنف يتمثل في استخدام السلطة الاقتصادية أو التهديد بها للسيطرة على الآخرين، ويشمل عدة أنواع مثل الحرمان من الحق في العمل أو الراتب الكافي لتلبية الاحتياجات الأساسية، والتحكم في الموارد المالية والاقتصادية لشخص آخر دون موافقته، والاحتيال والتزوير والاستغلال المالي للضحية. وعادة ما ستمارس العنف الاقتصادي في العلاقات الحميمية مثل العلاقة بين الزوجين، ويمكن أن يكون من خلال السيطرة على الموارد المالية والتحكم في النفقات المنزلية ومنع الشخص من الحصول على وظيفة أو دخل مستقل.
وأخيرا العنف القانوني، هو العنف الأكثر فتكا وخطورة لأنه يتم تمريره أو تبريره باسم القانون أو السلطة. يشمل هذا النوع استخدام السلطة القانونية بطريقة ظالمة وغير متوازنة، مثل الاعتقال التعسفي والاحتجاز غير القانوني والتعذيب والمعاملة السيئة في السجون ومراكز الاحتجاز، والتمييز القانوني. للأسف، تعاني العديد من النساء في لبنان من العنف القانوني، وخاصة فيما يتعلق بقوانين الأحوال الشخصية وقانون العقوبات. فقانون الأحوال الشخصية يحتوي على عدة قواعد قد تكون جائرة تجاه النساء، مثل قواعد الإرث والزواج والطلاق.